الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ظهور بعض الأعراض الجانبية نتيجةً للتوقف فجأة عن (السبراليكس)

السؤال

السلام عليكم.

وصف لي الطبيب علاج (السبراليكس) لمدة ستة أشهر، وقد مضى على استخدامي له مدة أربعة أشهر، وطوال هذه الفترة شعرت بتحسن جيد، خاصة على مستوى النوم، فلقد تحسن نومي كثيراً، وأصبحت أنام دون أن أشعر بالأرق، لكنني قد أوقفت العلاج لمدة أربعة أيام، فرجعت لي مشاكل النوم السابقة، من أرق وصعوبة في النوم، فقررت أن أعود للعلاج.

وسؤالي هو: هل أكون قد أدمنت هذا العلاج ولن أستطيع أن أتركه أبداً، ولن يتحسن نومي إلا به، أم أن الوضع سيتحسن بعد تركه لمدة أطول؟!

وكنتم قد أبلغتموني في استشارة سابقة أن تركي للعلاج يفضل أن يكون على مراحل، ولا أقطع العلاج فجأة.

أفيدوني ولكم جزيل الشكر، وبارك الله في جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالذي أود أن أؤكده أن السبراليكس ليس من الأدوية المنومة، أي: أنه لا يسبب النوم بصورة مباشرة، نعم هو يؤدي إلى نوع من الاسترخاء وإزالة القلق وتحسن المزاج، وهذا هو الذي يؤدي إلى تحسن النوم.

ومما لا شك فيه أن التوقف المفاجئ عن هذا الدواء قد يؤدي إلى صعوبات شديدة في النوم، وهذا هو الذي حدث لك.

إذن: نحن دائماً نوصي بالتدرج، والتدرج في إيقاف الدواء يعتبر أمراً هاماً وضرورياً، والشيء الآخر هو ربما تكون فترة العلاج بالنسبة لك غير كافية، وهي أربعة أشهر، نحن نقول: إن أقل مدة هي ستة أشهر، إذن هذا ربما يكون عاملاً آخر، ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال بأنك سوف تحتاج أو تستعمل هذا الدواء مدى الحياة، هذا ليس صحيحاً، وأنت لا تعاني من علة تتطلب أخذ الدواء بصورة مستمرة ودائمة. ولكن لابد أن تحسن من صحتك الصحية، هنالك آليات مهمة جدّاً لتحسين الصحة النومية:

أولاً: يجب أن تتجنب النوم في أثناء النهار، ولا مانع من القيلولة الشرعية.

ثانياً: عليك بممارسة الرياضة خاصة التمارين الصباحية، أو في بداية الليل بعد المغرب، تعتبر هذه جيدة جدّاً.

ثالثاً: لابد أن تثبت وقت النوم، فتثبيت وقت النوم يعتبر شيئاً مهما جداً؛ لأن الإنسان لديه ساعة بيولوجية، إذا تعودت ورتبت على نمط خاص ووقت خاص، فهذا يؤدي إلى اعتدال كبير في النوم.

رابعاً: كما أن المداومة على أذكار النوم، وتناول حليب دافئ قبل النوم، فهذا كله يساعد كثيراً في تحسين النوم.

إذن: عليك بهذه الآليات، وابدأ فيها من الآن، حيث إنها ستكون داعمة لك تماماً، وحين تتوقف عن الدواء لن تجد إن شاء الله أي صعوبة في النوم.

وحين تختفي الأعراض بصفة كاملة، فإذا وجد الإنسان صعوبة في النوم بعد توقف الدواء، فلا مانع أن يستعمل أدوية أخرى، فهنالك دواء يعرف باسم (سليب أشور Sleep ssyre)، فهذا الدواء من الأدوية العشبية البسيط جدّاً، ويوجد في الصيدليات ولا يحتاج لأي وصفة طبية، لا مانع أن يستعين به الإنسان في بعض الأحيان.

وأؤكد لك أنك لن تدمن هذا الدواء (السبراليكس)؛ لأنه غير إدماني، ولن تحتاجه مدى الحياة، وإن الانقطاع المفاجئ هو الذي أدى إلى هذه السلبية، كما أن الأعراض ربما تكون بدأت في الرجوع، وهذا أيضاً أضعف من نومك.

إذن: عليك أن تحسن من صحتك النومية، وعليك التوقف عن الدواء بالتدرج، وأسأل الله لك التوفيق، ونوماً هانئاً وهادئاً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً