الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حيرة المرأة في رجل يريد الارتباط بها، ولكنه يخاف على أولاده من معاناة طلاق أمهم، أفيدونا.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أخبركم بقصتي: لقد تعرفت على شخصٍ زميلي بالعمل، ومتزوج وله أربعة أطفال، وغير متفاهمٍ مع زوجته حيث أن المشاكل كثيرة مع والده ووالدته، وزوجته لا ترغب في أن يزور أمه وأباه، كما أن المشاكل تقسو عليه وعلى أولاده، وهو يريد الارتباط بي (الزواج) لكنه يخاف على أولاده من زوجته -التي هي أمهم- وأهله يعارضون زواجه من أخرى حتى لا يعاني أطفاله حيث إن له أختاً مطلقة ولها أطفال، وقد عانى أطفالها كثيراً نتيجة زواج أبيهم وطلاق أمهم.

والغريب أن أهله يرفضون زواجه بأخرى بالرغم من أنهم لا يحبون زوجته ولا يدخلون بيته بسبب زوجته، كما أن أولاده لا يشعرون بمحبة أمهم ولا يريدون القرب منها حيث أنها دائمة الخروج، وحين تواجدها بالبيت تؤذيهم بالضرب وبالسباب، وهو يردد كثيراً أنه يريدني لأنني متفهمة له، وكذلك فهو يحبني وأنا أحبه، فماذا أفعل؟ فأنا لا أستطيع الابتعاد عنه رغم محاولاتي العديدة، فهو إنسان متدين يخاف الله، ويحب والديه كثيراً، ويحب أولاده، ويحبني كثيراً، ولكني أجده دائماً متردداً، ويقول لي: اصبري، اصبري، وكذلك أجده يتهرب دائماً من مواجهة زوجته حتى لا تحدث مشاكل ويتأثر أطفاله بالمشاكل لأنها من الممكن أن تنتقم منه في أولاده، فأنا محتارة.

أرجوكم أرشدوني ماذا عليه أن يفعل، وماذا علي أن أفعل؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nalie حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن ندعوكِ للابتعاد عن هذا الرجل حتى يتمكن من حسم مشاكله، وإعلان رغبته لأهلك، ولا تترددي إذا جاءك صاحب الدين، وليس من مصلحتك التمادي في هذه العلاقة، وليس بين المرأة والأجنبي عنها زمالة أو صداقة، وأرجو أن تعلمي أن مصلحتكِ في الابتعاد عن هذا الرجل والخروج من حياته، فإنه قد لا يتزوج إذا وجد من تخفف عليه وتجامله.

ولا يخفى على أمثالكِ تكريم الإسلام للمرأة، ولعل من صور التكريم ما اشترطه الإسلام من مشاركة الولي في اختيار الزوج المناسب، وذلك لأن الرجال أعرف بالرجال، أما المرأة فإنها تنخدع بالكلمات والمدح والثناء، ولذلك قيل: (والغواني يغرهن الثناء)، فاقتربي من محارمك وتشاوري معهم في كل أمورك فإنهم أحرص الناس على مصالحك.

كما أرجو أن تقفوا على حقيقة مشاكل ذلك الرجل مع زوجته فربما كان أحد أسبابها، وربما وربما ولست أدرى كيف ستعيشين مع رجل لا يستطيع أن يُعلن رغبته أمام زوجته، ولا يتمكن من إرضاء والديه، وما هي الخيارات البديلة؟

فإذا قطع تردده بعزمٍ أكيد، وتوكلٍ على الله المجيد، وطرق باب أهلكِ وأعلن رغبته للقريب والبعيد، ووجدتِ في نفسك ميلاً إليه فلا مانع من القبول به، فإن الشريعة تُبيح له أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، وأرجو أن يجد منكِ التشجيع على القيام بواجباته تجاه زوجته الأخرى وأولاده، ولا تطالبيه بطلاق زوجته الأولى، وعاونيه على بر والديه.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وبالمواظبة على ذكره وشكره وبمراقبته.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً