الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين المرض النفسي والاضطراب النفسي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي لكم إخوتي الأعزاء هو: ما الفرق بين الاضطراب النفسي والمرض النفسي؟ وهل القلق مرض نفسي أم اضطراب؟

ولكم الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حقيقة الفرق ما بين الاضطراب النفسي والمرض النفسي هو أتى من المصطلحات اللغوية العربية؛ لأن الترجمة ليست دقيقة حقيقة في هذه المسميات، فحين نتكلم عن المرض النفسي نتكلم بصفة عامة عن أمراض القلق والتوتر، والوساوس القهرية، وعدم القدرة على التكيف والاكتئاب النفسي الانفعالي البسيط، وعُصاب ما بعد الإصابة – القلق والتوتر الذي يحدث لبعض الناس بعد الإصابات الجسدية أو النفسية - وهكذا، هي ليست أمراضاً عقلية (ذُهانية) لأن هذه الأمراض العصابية أو الاضطرابات العصابية يكون فيها الإنسان مرتبطاً بالواقع، ومتوعيّاً، ويعرف تماماً أنه يعاني من علة، وربما يقدم نفسه للطبيب، بعكس الأمراض العقلية أو (الذهانية) التي يكون فيها الإنسان غير مرتبط بالواقع، ولا يعرف ولا يعترف أنه مريض.

إذن الفرق الأساسي بين الاضطراب والمرض النفسي هو أن الاضطراب النفسي بالرغم من وجود الأعراض النفسية كالقلق مثلاً، إلا أنه قد أدى إلى نوع من الخلل في حياة الإنسان، أي أصبح هذا المرض يؤثر على الإنسان في علاقاته، وفي سلوكه، وفي تواصله، وحتى الإنسان الذي لا يشعر أنه في سلام أو في أمان مع ذاته، هذا تقريباً هو الاضطراب النفسي.

إذن الاضطراب النفسي هو مرض نفسي يضاف إليه التبعات الاجتماعية والوظائفية التي تنتج عن الإصابة بالمرض النفسي.

القلق النفسي يعتبر مرضاً نفسيّاً إذا كان شديداً، وإذا كانت شدته للدرجة المعيقة التي تعطل الإنسان من القيام بواجباته الحياتية هنا يعتبر اضطراباً.

هنالك مجموعة تشخيصية أخرى تعرف باضطرابات الشخصية، ولا تسمى بأمراض الشخصية، واضطرابات الشخصية حقيقة هي مجموعة من السمات والأوصاف التي يتصف بها الشخص، وسميت باضطرابات الشخصية؛ لأن هذه السمات التي يعاني منها الإنسان تكون أصبحت نمطاً وطابعاً يميزه، وربما تكون أيضاً أدت إلى بعض الصعوبات والإعاقة في حياته خاصة في تعامله مع الآخرين، إذن لا تعتبر أمراضاً إنما اضطرابات.

مثلاً: هنالك شخصية اعتمادية الذي يكثر الاعتماد على الناس ويكون قصوريّاً، هذا يعتبر مضطرباً في شخصيته.

الشخص الهستيري الذي دائماً يريد أن يكون هو موقع ومثار الانتباه، ويحاول أن يستعطف الآخرين، ويحاول أن يعرض نفسه دائماً بصورة دراماتيكية، هذا نوع من الاضطراب النفسي.

الشخص الشكوكِ الذي لا يحسن الظن بالناس والذي يكثر من سوء التأويل، هذا يعاني من علة في شخصيته تعرف بالشخصية الظنانية.

الشخص الذي يوجد في ساحة الجريمة ويؤذي الآخرين، ويكون دائماً غير مستفيد من تجاربه، ويكرر أخطاءه، هذا شخص يعاني من اضطراب الشخصية المضاد للمجتمع.

هنالك ما يعرف بالشخصية الانطوائية الذي يكون منعزلاً، وغير متفاعل مع الآخرين بصورة واضحة.

هذه نوع من الاضطرابات تسمى باضطرابات الشخصية، ولا تسمى بأمراض الشخصية.

أرجو أن أكون قد بينت وأوضحت المطلوب، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وثقتك في استشاراتها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر محمد عصام خليل

    وفقك الله يا دكتور

  • أحمد دبيش

    حديث منطقي مختصر بدقة.وفقكم الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً