الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب الميول للخوف من الزواج

السؤال

أشعر أنني أكره الزواج، وإذا تقدم أحد لخطبتي أرفض لأني أشعر بالخوف من الزواج، وخاصة من العلاقات الجنسية، فعند ذكر الزواج أشعر بعرق وارتجاف، وأشعر بالغثيان فما السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دنيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هنالك الكثير من الفتيات لديهنَّ الميول للخوف من الزواج والمعاشرة الزوجية، والسبب الأساسي – في نظري – أن بعض الفتيات في الأصل لديهنَّ الاستعداد للقلق، كما أن أمر الزواج وليلة الدخلة يدور حوله الكثير من اللغط والمعلومات الخاطئة التي تدور وسط الفتيات والنساء بصفة عامة، كثير من النساء يتحدثن عن تجاربهنَّ في تلك الليلة، وهذا ربما ينعكس سلباً على بعض الفتيات المقدمات على الزواج وربما يكون منهنَّ شخصك الكريم.
أرجو أن أؤكد لك أن الزواج هو أمنية كل فتاة وهو أمر فيه السعادة، وكل ما يقال عن ليلة الدخلة، هو في الحقيقة مجرد موروثات اجتماعية ليست صحيحة.
أنا على ثقة تامة أن زوج المستقبل سوف يكون متفهماً، وهي علاقة تقوم على المحبة والمودة والسكينة والرحمة، فأنتِ ذاهبة للسكينة فلماذا تخافين؟ أنت ذاهبة للرحمة فلماذا تشعرين بالرفض لمن يأتيك وأنت مقدمة على المودة والمودة هي من أوثق وأجمل ما يجمِّل العلاقات الإنسانية؟ والله يقول: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً))[الروم:21].
أرجو أن تنظري للموضوع من هذه الزاوية، والحمد لله الآن ارتفعت ثقافة الشباب وثقافة الفتيات فيما يخص العلاقات الجنسية والمعاشرة الجنسية، فأرجو أن تأخذي الموضوع بسهولة ويسر، والعلاقة الجنسية هي علاقة خاصة جدّاً، ونحن لا نقر ما يقوله بعض الأزواج من الجنسين حول هذه العلاقة الخاصة، فهي علاقة خاصة وفي ستر، ويجب أن تكون في ستر، وهي حقيقة جزء مكمل للزواج، وفيها الإمتاع وتلبية الحاجة الغريزية الجنسية، فهو أمر إيجابي ويجب ألا تنظري له بسلبية، فتوكلي على الله واقبلي بالزوج الصالح الذي يعاملك بإحسان ومودة.

أرجو ألا تستمعي لما يقال عن نزول الدم وخلافه في ليلة الدخلة، هذه أقاويل يجب ألا تأخذ من نفسك وبالك وتفكيرك هذا الحجم، أقدمي على الزواج واقبلي من يتقدم ليخطبك خاصة إذا كان من الصالحين.

أنت أيضاً ربما تكونين محتاجة لدواء بسيط جدّاً يخفف هذا الخوف الذي تعانين منه، هنالك عقار يعرف باسم سبراليكس، دواء طيب وجميل جدّاً يساعدك في إزالة كل هذه المخاوف، فأرجو أن تبدئيه بجرعة 5 مليجرام (نصف حبة) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى 10 مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى 5 مليجرام لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.

على العموم هذا الدواء يعتبر إضافة جيدة وإن لم يكن هو الأساس في علاجك؛ لأن موضوعك بسيط جدّاً، وعليك النظرة الإيجابية نحو الزواج وتوكلي على الله، واسألي الله وادعي الله كثيراً أن يكتب لك - إن شاء الله - زواجاً طيباً من رجل صالح.

فأرجو أن تستبدلي هذه الأفكار – أفكار الخوف والشعور بالغثيان والارتجاف – بالأفكار المضادة لها، وهي أن الزواج هو المودة والسكينة والرحمة.

وفقك الله وأسأل الله لك كل سعادة وتوفيق وزواجاً صالحاً.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً