الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنصح الوالد الذي لا يصلي؟

السؤال

السلام عليكم

أبي لا يصلي وعمره 60 عاماً، وأولاده متدينون، فماذا نفعل معه؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Kawtar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن نتمنى أن يجتهد الأولاد المتدينون في تقديم النصح لوالدهم، وأن يقدموا بين يدي نصحهم صنوفاً من البر وألوانا من الطاعات، وأن يتوجهوا قبل ذلك وبعد لمن بيده الهداية والبركات، مع ضرورة أن يظهروا شفقتهم عليه وحرصهم على نجاته، ويعلنوا وفاءهم واعترافهم بفضله، والأسوة في ذلك هو خليل الله إبراهيم عليه وعلى نبينا صلاة ربنا العظيم، وقد جاءت قصته في كتابه ربنا الجليل، فقال سبحانه: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ إِنِّي)، [مريم:41-43]، فتأمل هذا اللطف في النصح.

وأرجو أن تجتهدوا في تحريض الوالد على المواظبة على الصلاة وتخويفه من عواقب ذلك، وبيان حكم الشرع في تارك الصلاة، وحبذا لو وجدتم من يقنعه من الأعمام وكبار السن، ويفضل أن يقوموا بزيارته عند حضور وقت الصلاة لتشجيعه على الذهاب إلى المسجد.

ولا شك أنكم تعرفون مفاتيح شخصية الوالد ونوعية الكلام الذي يصلح معه، والأسلوب المناسب في نصحه، مع ضرورة اختيار الأوقات المناسبة لذلك.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله وطاعته، وقد أسعدني حرصك على هداية والدك واهتمامك بالأمر، وتواصلك مع موقعك، ومرحباً بك بين آبائك وإخوانك، ونسأل الله أن يسعدك بصلاحه وأن يوفقك لمرضاته.

وأرجو أن أحرض الجميع على مصاحبة هذا الوالد بالمعروف، مهما كان الوضع، فإن الله سبحانه يقول: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[لقمان:15].

فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لكننا نصاحبهم بالمعروف، ونجتهد في برهم، ونتوجه إلى الله من أجل هذا النهج.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً