الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي النصائح الطبية والدوائية للتخلص من الشعور بالخوف والرعشة؟

السؤال

السلام عليكم..

ما هو العلاج الأمثل للخوف والرعشة والتيهان والشعور كأني في عالم آخر؟ حيث أنني أعاني منها من أكثر من سنة، وما هي الإبر المستخدمة في الاكتئاب؟ وهل تنفع في حالتي هذه؟ لأنني تعبت من أخذ الحبوب، ولم أجد فيها فائدة، حيث أني استخدمت السبراليكس والأنفرانيل والسيروكسات والبوسبار واللسترال والفلونكسول والاندرال والريسبردال ولم تنفع! وماذا عن الجلسات الكهربائية؟ وهل تنصحني بها؟ حيث أني قرأت عنها كثيراً ولا يوجد منها ضرر.

شاكرين لكم جهودكم وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلابد للإنسان أن يبحث إذا كان هنالك أي ضغوط أو أي أسباب أدت إلى هذا الشعور بالخوف والرعشة والتيهان، ولابد أن تُزال الأسباب بقدر المستطاع.

ثانياً: لابد أن تفكر تفكيراً إيجابيّاً، بمعنى ألا تركز على السلبيات فقط، انظر إلى الحياة بمنظار أكثر تفاؤلاً، وهذا في حد ذاته يساعد كثيراً.

ثالثاً: لابد للإنسان من أن يكون فعّالاً، وأن يدير وقته وزمنه بالصورة الصحيحة.

هذه - إن شاء الله - كلها تؤدي إلى التحسن وتقلل من هذه الأعراض.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي؛ فكما ذكرت لك فالأدوية كثيرة جدّاً، وكلها متشابهة ومتقاربة مع بعض الاختلافات، والاستجابات الشخصية أيضاً تختلف بين الناس لهذه الأدوية.

المهم في الدواء أن يتناوله الإنسان بالجرعة الصحيحة، وبالمدة الصحيحة، وأن يصبر على تناوله فهذا أمر ضروري جدّاً.

وبالنسبة لأدوية الاكتئاب: الدواء الوحيد الذي يعطى في شكل إبر هو الأنفرانيل، وهذه لابد أن تعطى في المستشفى؛ لأنه لابد أن تراقب الوظائف الحيوية لدى الإنسان، مثل التنفس وضربات القلب وضغط الدم، وهو من الأدوية القديمة، ولكنه فعّال في بعض حالات الاكتئاب، ولكن لا توجد أي أدوية أخرى يمكن إعطائها في شكل إبر.

وبالنسبة للعلاج الكهربائي؛ نعم هو علاج فعّال وممتاز في الاكتئاب الشديد الحاد المطبق، هنا نعطي الجلسات الكهربائية وهي مفيدة جدّاً.

ربما يكون من الصعوبة أن أنصحك بها أو بعدمها، لأنك فيما أراه أن حالتك ليست بالإطباق والشدة التي تحتم هذه الجلسات، كما أنك لم تذكر عمرك؛ حيث أن هذه الجلسات دائماً تفيد في الأعمار المتأخرة نسبيّاً – بعد سن الأربعين – وإن كنا نعطيها في بعض الحالات لمن هم أصغر من ذلك.

والذي أراه أن تتناول أحد الأدوية وتصبر عليها، وأعتقد أنك سوف تجد الفائدة، وبعض الأدوية لا تبدأ فعاليتها الحقيقية إلا بعد ستة أو ثمانية أسابيع من بداية الدواء، فأرجو أن تحاول وتتناول العقار الذي يعرف باسم إيفكسر، وهو عقار جيد، ابدأ بجرعة 37.5 مليجرام، وبعد أسبوعين ارفع هذه الجرعة بنفس المعدل 37.5 مليجرام كل أسبوعين حتى تصل إلى 150 مليجرام، أصبر عليه وهو دواء فعّال ومفيد، ويقال أن 30% من الذين لا يستجيبون للأدوية الأخرى يستجيبون بإذن الله للإيفكسر، استعمله بهذه الجرعة – 150 مليجرام – واستمر عليه لمدة ستة أشهر، وسوف تجد فيه فائدة كبيرة جدّاً، ثم خفضه تدريجيّاً بمعدل 37.5 كل شهر.

أيضاً حاول أن تمارس الرياضة، وتمارس تمارين الاسترخاء، وأن تكون مداوماً على حلقات التلاوة؛ وهذه كلها آليات فعّالة جدّاً للعلاج.

أسأل الله لك التوفيق وأن يزول عنك هذا الاكتئاب وأن نسمع عن كل خير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً