الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفافرين وأثره في علاج القلق والتوتر

السؤال

أرجو إفادتي حول علاج الفافرين، هل هو من الأدوية الجيدة في علاج القلق والتوتر والرهاب الاجتماعي حيث وصف لي الدكتور حبة ونصف ظهراً، وحبة ونصف مساءً.

سؤالي: هل الفافرين من الأدوية الجيدة لعلاج هذه الأعراض؟ ومتى يبدأ البناء الكيمائي لهذا الدواء؟ وما مدي فعاليته؟ وهل يعتبر هذا الدواء من الأدوية الحديثة والفعالة لعلاج هذه الأعراض؟

وشكراً لجهودكم الطيبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الفافرين من الأدوية المعروفة والجيدة جداً وقد بدأ تداوله منذ 1983م، إذن فهو دواءٌ معروف، وأصبح الأطباء الآن ملمين بِجُرَعِهِ الصحيحة واستعمالاته وآثاره الجانبية.

عموماً هو من الأدوية السليمة جداً، وقليل الآثار الجانبية، وينصح بتناوله بعد الطعام فقط؛ لأنه ربما يسبب نوعاً من سوء الهضم البسيط في الأيام الأولى للعلاج، ويتميز الفافرين بأنه لا يسبب زيادة في الوزن، كما أنه لا يؤثر سلباً على الأداء الجنسي لدى الرجال.

أما بالنسبة لفائدته لعلاج القلق والتوتر والرهاب الاجتماعي: فبالرغم من أنه في الأصل مضادٌّ لعلاج الاكتئاب والوساوس القهرية فهو دواء فعّال جداً في علاج الوساوس القهرية، إلا أنه أيضاً جيد في علاج القلق والتوتر وحتى الرهاب الاجتماعي.

لا أقول لك بأنه هو العلاج الأول بالنسبة للرهاب الاجتماعي، فالزيروكسات يعتبر هو العلاج الأول، ثم بعده الزولفت، ثم يأتي الفافرين والمجموعة الأخرى من الأدوية، ولكن الكثير من الأطباء يفضلونه للأسباب التي ذكرتها سابقاً.

من الضروري جداً أن تأخذه بانتظام، وأنت ربما تحتاج إلى جرعة 200 أو 300 مليجرام في اليوم حتى تتحصل على الفائدة العلاجية الصحيحة.

أما بالنسبة لعملية الفاعلية أو البناء الكيميائي لهذا الدواء فهذا يبدأ بعد أسبوعين من بداية العلاج، وهنا تبدأ الفاعلية الحقيقية للدواء، وبالتأكيد تكون الفاعلية قليلة في أول العلاج، ولكنها ثم بعد ذلك سوف تتحسن وتنمو وتزيد.

عموماً؛ فنحن دائماً نقول بأن الدواء يجب ألا يُحكم عليه بالفشل قبل مرور شهرين - ثمانية أسابيع – من بدايته.

كما ذكرت لك فهو ليس دواءً حديثاً ولكنه دواء فعّال، ويعتبر من الأدوية الأولى في مجموعة (Ssris)، والتي ينتمي إليها البروزاك والزيروكسات.

إذن؛ فهو دواء فعّال وسليم ويمكن أن نقول إنه حديث نسبياً، وعليه فلا مانع أبداً من أن تتناوله ما دام الطبيب قد وصفه لك، وأنا على ثقة كاملة أن الطبيب قد اختاره؛ لأنه رأى أنه هو الأنسب بالنسبة لك، فربما يكون الأمر الظاهر مجرد القلق والتوتر والرهاب الاجتماعي، لكن الطبيب - أيضاً - تقديره لبعض الأعراض الجانبية التي قد تكون مصاحبة للقلق والتوتر والرهاب ويرى أن الفافرين الأفضل بالنسبة لها.

إذن؛ أرجو أن تتناوله وبكل التزام، أي أن تأخذ الجرعة في وقتها، وحسب ما وصفها الطبيب؛ لأن ذلك من شروط الفاعلية الرئيسية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً