الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى الخوف من دعاء الأم على ولدها المجتهد في طاعتها

السؤال

سلام عليكم

أنا فتاة تحاول بكل جهدها طاعة والديها، لكن الأم معتادة على دعائها علينا، وفي بعض الأحيان تصادف أوقات الإجابة، مثل وقت الأذان، فما عساي أن أفعل؟ حتى إن كل ما يحدث لي من تعثرات في حياتي أعتقد أن لها سبباً، فما هو الحل؟

وألف شكر، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدر والدتك للرضا عنكم والكف عن الدعاء عليكم.

بخصوص ما ورد برسالتك فإنه ومما لا شك فيه أن الدعاء سره خطير، وشأنه عظيم، وأنه يرد القضاء، بل وينفع مما نزل ومما لم ينزل، وأن دعاء الوالدين لأولادهم أو عليهم مستجاب وهذا مما لا شك فيه ولا ريب، حيث ثبت ذلك بالسنة الصحيحة، ولكن هل تتصورين أن الله جل جلاله يظلم أحداً من خلقه –عياذ بالله– أو أنه يحب الظالمين؟! هذا لا يمكن بحال من الأحوال.

لذلك أقول لك: ما دمت مجتهدة في طاعة والدتك والبر بها والإحسان إليها، وعدم الحرص أو محاولة معاندتها أو عصيانها أو الخروج على رغبتها، وتبذلين أقصى ما تستطيعين في خدمتها، وكذلك والدك؛ فاعلمي أن ما حدث أو يحدث لك من عثرات قد لا يلزم أن يكون السبب فيه دعاء الوالدة أو غيرها، إنما يكون مجرد ابتلاء أو اختبار من الله لك، وقد يكون عقاباً على ذنوب أخرى غير الدعاء.

لذلك أوصيك بالاجتهاد في الإحسان إلى الوالدين خاصة الوالدة، والاجتهاد كذلك في محاسبة نفسك واجتناب المعاصي قدر استطاعتك، وعليك كذلك بالأخذ بالأسباب في كل شيء مع الدعاء والإلحاح على الله أن يقضي حاجتك، وأن يفرج كربتك، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً، واتركي كل شيء على الله وحده، واعلمي أن الله لا يضيع أهله.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً