الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سرعة البكاء عند المواقف العاطفية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأنا تلميذ في إحدى المدارس، أعاني من البكاء، فكلما رأيت موقفا عاطفياً أبدأ بالبكاء، فمثلاً إذا رأيت ابنا مع أمه تملأ الدموع عيني.

أفيدوني أفادكم الله، ونسأل الله لك الهدى والتقى والعفاف والغنى، والزوجة الصالحة التي تعينك على طاعة الله تعالى.

وبالله التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن البكاء لا يمكن أن نسميه مرضاً، إنما هو عاطفة من العواطف الإنسانية، هو نوع من الوجدان الإنساني، أي أنه يعبر عن تفاعل نفسي داخلي، والبكاء بالتأكيد يكون أمراً طبيعياً، أي يتناسب مع الظرف والعاطفة والوجدان في وقت معين، وهنالك أشياء تستدعي البكاء، وتستدعي أن يبكي ويحزن الإنسان، هذه تعتبر حالة طبيعية جدّاً، وبصفة عامة - إن شاء الله - فالبكاء فيه رحمة ولكن بالطبع يجب ألا يكون مبالغاً فيه.

هنالك نوع من البكاء يعتبر بكاءً مرضيّاً، إذا كان – على سبيل المثال – أن يبكي الإنسان نتيجة لعاطفة مخالفة، أي من المفترض أن يكون الإنسان فرحاً في هذه الحالة كسماع خبر يسر أو شيء من هذا القبيل، ففي هذه الحالة يبدأ الإنسان في البكاء، هذه تعتبر حالة مرضية ونراها في بعض حالات الفصام، كما أن هنالك بعض الذين يستمعون لأصوات داخلية غير موجودة في حالات المرض العقلي، هذه الأصوات تكون محزنة ويستجيب الإنسان لها بالبكاء، هذه أيضاً بالتأكيد هي حالة مرضية.

هنالك مراحل معينة في العمر، مع اقتراب الشيخوخة والكبر وبدايات مرض الخرف أو العته أو فقدان الذاكرة يكون الإنسان سريع الوجدان، وسريع البكاء والتأثر، هذا بالطبع نتيجة لتفتت بعض خلايا الدماغ، هذه بعض الحالات التي نراها غير طبيعية، ولكنها بالتأكيد قليلة وهي معروفة الأسباب.

في مثل حالتك أنا لا أرى أن الحالة مرضية، ربما تكون سريع التأثر، سريع العواطف، سريع التعبير عن وجدانك عن طريق البكاء.

وبالتأكيد ندعوك لأن تكون أكثر قوة، وأكثر ثباتاً، وأكثر تحكماً في عواطفك، من الآن ابدأ وقل لنفسك: يجب ألا أتأثر بهذه الصورة الشديدة، وحاول أن تستبدل هذه العاطفة بعاطفة أخرى، حين ترى ابناً مع أمه – على سبيل المثال – قل: الحمد لله الذي أنعم على هذه الأم بهذا الابن، ونسأل الله أن يجعله من الذين يخدمون الدعوة الإسلامية... وهكذا.. أي أن تستبدل عاطفة البكاء - الذي ربما لا يكون مبرراً بصفة جزئية – بفكرة أو بعاطفة أخرى.. وهكذا.

هنالك بعض الأشخاص يكونون سريعي الانفعال، والبكاء، وهم الأشخاص الحساسون والذين لا يعبرون عمَّا في داخلهم، أي لا يعبرون عن أفكارهم مما يؤدي إلى نوع من التراكم والتحقن الداخلي يؤدي إلى سرعة البكاء.

إذن: التعبير عن الذات تعبير عن النفس وعواطفها ووجدانها، أيضاً يعتبر من الوسائل الطيبة لأن يكون الإنسان متوازناً في وجدانهم.

بعض الناس يحاولون الحصول على عواطف الآخرين عن طريق البكاء في مواقف لا تتطلب ذلك، هذا بالطبع شيء غير مرغوب، نراه في بعض الحالات مع الحالات التي نسيمها بالحالات الهستيرية أو ضعيفة الشخصية، الشخص يكون باحث عن عطف معين أو يريد أن يتهرب أو يبتعد عن موقف معين أو يريد أن يشد الانتباه له، أو يريد أن يجعل شخصاً آخر يحس بالذنب حياله، هذه بالطبع حالات لا نعتبرها مواقف انفعالية تؤدي إلى البكاء، ولكن هذه الشخصيات تستغل هذا الموقف وتعبر عن وجدانها بظهور البكاء.

جزاك الله خيراً، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنك صالح الأعمال، وبارك الله فيك.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الإمارات K.S

    السلام عليكم
    أخي صاحب الإجابة انا لدي نفس الحالة ولكن بشكل خارج عن سيطرتي فمجرد ان ان يتحدث اي شخص لي في موقف حساس او اي شي كتنبيه لي او تانيب او حتى عندما يطلب مني الإفصاح عن مافي داخلي او عندما ارى موقف حنون او اشعر بالحنان او عندما اقبل راس امي وابي ويدعون لي او استمع لشكواهم او عندما اغضب على اي امر او اظرب من قبل اي شخص كل هذه الأمور تبكيني و اجد صعوبة في ان اهدء واستمر لوقت طويل مثل الأطفال رغم اني معروفة بين الكل بشخصيتي القوية ولكن هذه نقطة ضعفي... حتى وانا اكتب هذا التعليق سالت دمعتي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً