الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أفكار إلحادية أريد التخلص منها.

السؤال

السلام عليكم..

كيف أتخلص من التفكير الإلحادي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Rachid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكيف تفكر في الإلحاد بعد أن تهاوت أصنام الكفر والعناد، وتاه الملحدون في البلاد، وويل لهم يوم المعاد؟! وكيف تفكر في الإلحاد ووجودك دليل على وجود وقدرة رب العباد؟ وإذا كانت البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، أفلا تدل السموات والأرض على رب قدير؟ ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ولكن الكون العظيم يدل على أن الإله واحد مدبر لا يسئل عمَّا يفعل، وما اتخذ الله من ولد، وما كان معه من إله، إذن لذهب كل إله بما خلق، ولاختل نظام الكون، هذا الاحتمال الأول، ولعلا بعضهم على بعض، ولن يكون الضعف المقهور عند ذلك إلهاً.

وأرجو أن تعلم يا بني أن أهل الإلحاد كاذبون وهاربون من قيود الشريعة وأوامرها، ويخدعون أنفسهم بتلك الأفكار التي يعلمون قبل غيرهم أنها أفكار لا وزن لها، وقد كان كبار الملحدين يلجئون إلى الله عند الملمات سرّاً، وربما قصد بعضهم أن يخالف ليشتهر، ومثل هؤلاء المرضى يوجدون بكثرة في ملحدي العرب الذين يرفض بعضهم التخلي عن فكرة الإلحاد بعد أن تنصل عنها دعاتها الأصليون، وهم بذلك يثبتون أنهم ملكيون أكثر من الملك كما يقولون.

فتعوذ بالله من هذه الوساوس وقل آمنت بالله وردد في يقين: لا إله إلا الله، واعلم أن الله سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه وأنه سبحانه لا يحتاج لدليل لظهوره، وقد أحسن من قال:

تأمل في نبات الأرض وانظر *** إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين ناضراتٌ *** بأهدابٍ كما الذهب السبيك
على قطب الزبرجد شاهدات *** بآن الله ليس له شريك

ولست أدري كيف يكفر بالله أو يجحده الجاحد، وله سبحانه في كل شيء آية تدل على أنه الواحد؟!!

فتعوذ بالله من الشيطان، وأقبل على تلاوة القرآن، وابتعد عن أهل الفسوق والشك والعصيان، ونسأل الله أن يلهمك الصواب ويحشرك مع أهل الإيمان.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً