الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أسباب الإجهاض والحمل العنقودي وأثر المنشطات في منعهما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة منذ ثماني سنوات، وعمري 34 سنة، لدي طفل واحد عمره سبع سنوات، أنجبته بعملية قيصرية بعد الزواج بسنة واحدة؛ وبعدها بسنتين أنجبت طفلاً آخر بعملية قيصرية أيضاً، وكان طفلاً طبيعياً ووزنه جيد، لكنه توفي بعد خمسة أيام من الولادة دون معرفة السبب.

واستخدمت طريقة الحساب لعدم حصول الحمل لمدة سنتين، وقبل سنة ونصف فكرت بالإنجاب مرة أخرى، ولكن بعد ستة شهور لم يحصل لي حمل، فقررت الطبيبة إعطائي أقراص (الكلوميد)، وتناولتها فعلاً، وبعد عمل التحاليل تأكد لي أنني حامل.

لكن في الشهر الثاني عملت سوناراً، وقالت الطبيبة: إن الكيس الجنيني ما زال في نفس حجمه الصغير ولم يكبر، وربما بسبب ضعف البيضة المخصبة، وبعد فترة بدأت قطرات دم تنزل من المهبل، فقالت الطبيبة بعد عمل السونار: إن الجنين لم يكبر وهو تقريباً ميت، ثم عملت لي عملية إجهاض.

أريد أن أعرف بعض النقاط لكي أتجنب ما حصل لي في السابق:

1- هل هناك أسباب لموت الأطفال فجأة، علماً أن تحاليل الدم لي ولزوجي مطابقة وكذلك للطفل.
2- هل هناك عقار أفضل من أقراص (الكلوميد) في جعل البيضة ذات حجم كبير ونشطة ومهيأة للإخصاب، كأن يكون -مثلاً- حقن لنفس العقار أو عقار آخر، ما اسم هذه الحقن أو هذا العقار ؟
3- ما هي أسباب حدوث الإسقاط أو الحمل العنقودي؟ وكيف يمكن تجنبها؟

أرجو إجابتي على أسئلتي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يسرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبداية أسأل الله أن يعوضك خيراً عما مر بك وأن يجعله في ميزان حسناتك.

ولست أدري إن كان تم تشريح الجنين المتوفى قبل دفنه أم لا، فالتشريح كان سيفيد في معرفة إن كان هناك عيوب خلقية داخلية لم تظهر عند الولادة، أما إذا لم يتم ذلك فإن الوفاة تدخل تحت مسمى (وفاة الأطفال في المهد)، وهذه غير معروفة السبب.

وأما بالنسبة للمنشطات فدورها هو تنشيط المبيض ولا علاقة لها بنوعية البويضة ومدى صلاحيتها للتلقيح، وأنا أرى أن (الكلوميد) قد قام بدوره وتم الحمل، وأما ما حدث من إجهاض بعد ذلك فلا علاقة للكلوميد في الموضوع.

وأما استعمال عقار آخر مثل الإبر المنشطة -عدا كونه مكلفاً- فأيضاً لا يضمن لك أن لا يحدث الإجهاض.

وأما أسباب حدوث الإجهاض فهذا شيء لم يعرف سببه الحقيقي بعد، ولكن هناك أسباب قد توجد في حالات الإسقاط المتكرر، مثل: اختلال الكروموسومات والجينات، أو تجلط الدم لدى الأم، أو الأجسام المضادة لدى الأم، أو الأجسام المضادة للغدة الدرقية، وهذه كلها تتم لها تحاليل مكثفة، وقد يوجد السبب وقد لا يوجد، وعندها يتم إعطاء بعض الأدوية كالمثبتات وإسبرين الأطفال، وقد تعطى إبر الهيبارين أو ماشابهها على سبيل المحاولة.

وأما الحمل العنقودي فهذا أيضاً لا يعرف سببه، وإن كان من المعلوم أن البويضة الناتجة هي بويضة ذكرية، أي أن النواة التي بداخلها تحتوي على الكروموسومات التي من الأب، وأما تلك التي من الأم فيتم طردها من الخلية عند بداية التلقيح، ولكن هناك أناس من المعروف أنهم أكثر عرضة لذلك، وهؤلاء هم سكان قارة آسيا، وإذا كان هناك نقص في التغذية في أوائل فترة الإنجاب أو في أواخرها.

والحمل العنقودي نوعان: إما أن يكون كاملاً -أي: نسيج الحمل العنقودي فقط بلا جنين- أو ناقصاً بأن يكون هناك نسيج عنقودي مع وجود جنين أيضاً، ولكن هذا لا يغير من النتيجة الحتمية وهي الإجهاض.
نسأل الله أن يمن عليك بالذرية الصالحة الطيبة، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً