الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقات العاطفية رغم عدم إمكانية الزواج

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر (24) عاماً، وأريد الزواج من ابن خالتي وأهلي يرفضون؛ لاختلاف الجنسية ولأسباب كثيرة، غير أنه على خلق عظيم، وأنا أيضاً ملتزمة، ولا أقبل بالزواج من غيره أبداً، وهو أيضاً، مع العلم بأنه تقدم لي ثلاث مرات ولا سبيل للموافقة، فماذا أفعل؟

الرجاء إفادتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zena حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن في وجود العوائق والأسباب الكثيرة داع عظيم للتأمل في أمر هذه العلاقة والحكم فيها بما يوافق العقل، وقد لا تُجدي فيها العواطف؛ لأنها تمنع التفكير السليم، وليس من مصلحتكما مخالفة الأهل والعشيرة والخروج على ما هو متعارف عليه في القبيلة، وفعل ما يصادم القوانين المنظمة لحياة الناس.

وأرجو أن أقول إن كثيراً من الشباب والفتيات يستمر في علاقاته العاطفية رغم علمه أن إكمال المشوار مستحيل، وهذا يجلب التعب ويوجد المشاكل التي لا حصر لها، ويكون سبباً لمعاناة طويلة؛ لأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش مع إنسان وقلبه مع آخر، علماً بأن حسم الأمر في بدايته وتصويب العواطف في مهدها يحقق الأمن والسعادة والعافية، وقبل ذلك في إرضاء الله؛ فإن الإسلام يحرم كل علاقة عاطفية لا تحتكم إلى ضوابط الشرع، مهما كان دين وأخلاق من تورط فيها، والالتزام بآداب الإسلام يوفر معاني الثقة والطهر في المجتمعات، ويساعد في الوصول إلى الغايات.

ونحن نتمنى أن تتوقف الاتصالات، ولا مانع من أن يكرر المحاولات ويطلب المساعدة من العلماء، وأصحاب الوجاهات ويتوجه قبل ذلك إلى من يجيب الدعوات.

ولست أدري ما هو رأي الخالات؟ وما هي نوعية العوائق والعقبات؟ ولماذا الإصرار على السباحة ضد التيار؟

واعلمي أنه لن يحدث في الكون إلا ما أراده الله، وما كل ما يتمناه المرء يدركه، فاتقوا الله في أنفسكم وافتحوا أبواب الخير، وأرجو أن يكون كل منكما حريصا على إنهاء العلاقة إذا تعذر الأمر، مع الإكثار من صالح الدعوات للطرف الآخر، علماً بأن النفس إذا يئست قنعت، وها نحن نوصيكم وأنفسنا بالاشتغال بعبادة الله وطاعته، والإكثار من ذكره وشكره.

ومرحباً بكم في موقعكم، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير حيث كان، وأن يرضيكم به، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً