الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب نفور الخطاب عني بعد أن يتم الاتفاق على كل شيء

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 30 سنة، وقد تأخرت في الزواج مع العلم أني خطبت مرات عديدة ولم أوفق، فبعد الخطبة يذهب العريس بدون رجعة، لا أعرف ما سبب هذا أهو قدري أم ماذا؟!

وأخيراً بدأت أحس بالشفقة من جميع من حولي، مع العلم أن كل صديقاتي تزوجن، وأحس أحياناً أنني لن أرزق بالزوج الصالح، مع العلم أني أتضرع إلى الله في كل صلاة، وفي كل لحظة، وأطلب أن يرزقني الزوج الصالح، وأقول في نفسي أن من خلقني لن يفرط فيّ.

بالله عليكم كل من قرأ رسالتي أن يطلب من العلي القدير أن يرزقني الإنسان الصالح، وأشير إلى أني مواظبة على الصلوات الخمس في وقتها، ومحبة للخير، وأحاول قدر جهدي اغتنام أوقات الإجابة في هدا الشهر المعظم، راجية من الله أن يفك عقدتي.
والسلام عليكم وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الراجية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الله تبارك وتعالى لا يضيع من تسجد له وترجوه وتدعوه وتحب الخير وتتقصد أوقات الإجابة، وتنتظر من ربها التوفيق والثبات على الهداية.
ومرحباً بك في موقعك ومع آباء وإخوان يتمنون أن يرزقك الله الزوج الصالح ويحقق لك السعادة.
لا يخفى على أمثالك أن لكل أجل كتاب، وأن الله تبارك وتعالى يقدر الخير لعباده، وعجباً لأمر المؤمنة إن أمرها كله لها خير وليس ذلك إلا للمؤمنة إن أصابتها سراء شكرت فكان خيراً لها أو أصابتها ضراء صبرت فكان خيراً لها.
واعلمي أن الكون ملك لله ولن يحدث فيه إلا ما أراده الله، فاستعيني بالله، وأكثري من قول لا حول ولا قوة إلا بالله.
ولست أدري ما هي الأسباب التي انصرف لأجلها الخطاب؟ مع أن كثرة مجيء الخطاب يدل على الخير، وأرجو أن تحاولي معرفة الأسباب العادية فربما لم يجدوا من أهلك الاستقبال، وربما كانوا من النوع الذي يكثر التردد، وربما كان بعضهم لا يملك قراره، وربما كان فيهم من يطمع في أموال ودنيا، وعلى كل حال إذا عرف السبب بطل العجب.
ولا داعي للانزعاج، فإن نعم الله مقسمة، فقد تعطى المرأة زوجاً وتحرم السعادة، وقد تعطى مالاً وتحرم الزوج، وقد تعطى مالاً وزوجاً وتحرم نعمة العافية، والسعيدة هي التي تتأمل نعم الله التي تتقلب فيها لتؤدي شكرها، والموفقة هي التي لا تنظر إلى ما عند الناس؛ لأن ذلك يتعب الإنسان ويحرمه من نعمة الرضى بقضاء الرحمن، ويدفعه للتقصير في شكر الكريم المنان، ومن هنا جاء التوجيه النبوي الشريف: (انظروا إلى من هو دونكم وأسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم كي لا تزدروا نعمة الله عليكم).
فاحمدي الله على نعمه لتنالي المزيد، واشغلي نفسك بطاعة ربك المجيد، وواظبي على ذكره وشكره، وحولي حياتك بطاعته إلى عيد وهنيئاً لك بالعيد.
وأرجو أن تحشري نفسك في مجتمع الصالحات، وتحرصي على حفظ القرآن وحضور المحاضرات، فإن مواطن الخير هي مكان تجمع الصالحات، وإذا لم تكن هناك أسباب واضحة لانصراف الخطاب، فأكثري من تلاوة آية الكرسي وخواتيم البقرة والمعوذات وآيات السحر في سورة البقرة والأعراف وغيرها، وواظبي على الأذكار في الصباح وفي المساء، وتوكلي على من لا يغفل ولا ينام، واحرصي على بر الوالدين وصلة الأرحام، وكوني في حاجة الضعفاء والأيتام ليكون في حاجتك الواحد الديان، وأكثري من الاستغفار ورددي الصلاة والسلام على من جاءنا بالإسلام.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً