الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريقة المفصلة لعلاج (الزيوانات) في الوجه والأذن

السؤال

السلام عليكم.

لدي نقاط سوداء صغيرة على أنفي وفي صيوان الأذن، وذهبت لطبيب جلدية وقال لي إنها زيوانات، وطلبت منه أن يقوم لي بعملية ليزر، ولكنه قال لي إن المسألة لا تحتاج إلى ذلك، ونصحني باستخدام كريم (التريتينوين)، فهل هو فعال فعلاً؟ وهل نتيجته مؤكدة؟ وإذا كان كذلك فما هي طريقة استعماله؟!
علماً بأن بشرتي دهنية، وما المدة المطلوبة حتى تصبح بشرتي صافية بدون زيوانات؟!
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالزيوانات لا تُعالج بالليزر حتى ولو كانت تستفيد منه، وذلك لأن معالجة الليزر غالية، وعلاج الزيوان متوفر بشكل أفضل وأرخص من الليزر، فليس هناك عملية ليزر لعلاج الزيوانات.
وعلاج الزيوانات له عدة طرق كما سنفصل لاحقاً، ولكنها على اختلافها ليست علاجاً أبدياً ما لم تتحسن البشرة الدهنية، إما مع الزمن أو بسبب العلاج، والزيوانات أو الزؤان أو الرؤوس السوداء أو البثرات السوداء كلها أسماء لمسمى واحد، وهو أحد أشكال حب الشباب، والذي يصيب الوجه أو أعلى الجذع، وتتشكل بسبب احتباس الدهن والخلايا البشروية، وبعض الجراثيم التي تلعب دوراً بإحداث حب الشباب، وبسبب تأكسد بعض هذه المحتويات يتشكل اللون الأسود في الفتحة الظاهرة فيبدو الرأس الأسود والزيوانات تصيب المواضع الدهنية، والتي يظهر فيها حب الشباب.

وباختصار فإن علاج الزيوان هو واحد مما يلي:

1- استعمال الماء والصابون.
2- خازعة الزؤان (مزيلة الزيوانات).
3- التريتينوين.
4- المضادات الحيوية.
5- الروأكيوتين.
فأما استعمال الماء والصابون فهو من أبسط وأوفر العلاجات، ولكنه ذو تأثير محدود، وهو يعتبر واقياً ومعالجاً ولكن للحالات الخفيفة والمحدودة.

وأما خازعة الزؤان فهي أداة خاصة لاستئصال الزيوانات، ولكن يجب أن نتعلم كيف نستعملها بشكل جيد وصحيح، فهي إن استعملت بشكل صحيح تعطي تحسناً فورياً، لأنها تفرغ الزيوانات فوراً، ويتم التخلص من الزيوانات الموجودة، ولكن ذلك لا يمنع تشكل غيرها في المستقبل.

وأما التريتينوين فهو مشتق من مادة فيتامين أي الحامضي، وهو موجود على شكل كريم أو لوشن أو جيل، أقواها اللوشن وأضعفها الجيل، ويفضل البدء بالضعيف ثم الأقوى ثم أقوى التركيزات، كما يفضل البدء بدهن كمية قليلة تزداد تدريجياً إلى أن تصل إلى غرام يومياً - أي يقدر بطول بنان واحد من الكريم أو الجيل)، وبالطبع نزيد الكمية حسب تحمل المريض، كما يفضل البدء بغسل الدواء بعد فترة قصيرة من دهنه ولتكن ساعة، ثم نزيدها بالتدريج حسب تحمل المريض، أي: نبدأ تركيز قليل وكمية قليلة ومدة دهن قصيرة نزيدها كلها تدريجياً حسب التحمل.
والأسماء التجارية لتلك المادة كثيرة منها (الريتين إي) ومنها (الريتينول)، ومنها (الريتينوكس)، وأفضل وقت لدهنه هو ليلاً؛ لأنه قد يسبب حساسية ضيائية لو دهن نهاراً.
ويجب عدم دهن التريتينوين قريباً من العينين، لأنه حار ويسبب تهيج البشرة والعينين، علماً أن هناك تركيبات تجارية لبعض الشركات مخصصة للدهن حول العيون، مثل: مستحضر ريتنوكس كوريكشن لـ روك.

كما وأن هذا المستحضر يحتاج لعدة أسابيع حتى يعطي التأثير المطلوب، علماً أنه في بعض الحالات قد تزداد البثور والزيوانات في الفترة الأولى من العلاج، ولكن الاستمرار في العلاج يمنع أو يخفف ظهور الزيوانات الجديدة.

إن هذا المستحضر هو من المواد التي تسبب تقشيراً كيمياوياً خفيفاً يفيد في زيوانات حب الشباب والتجاعيد لمن هم فوق سن الثلاثين، وكذلك يفيد في المسام المتسعة، ولا مانع من استعماله لأسابيع أو أشهر، أو حتى لسنوات إن كان محتملاً.

وأما المضادات الحيوية فأهمها (مشتقات السايكلين)، سواءا أكانت تتراسايكلين أو مونوسايكلين أو فيبرامايسين، والأخير أفضلها، ويمكن إعطاؤه 100 مغ مساء ولعدة أسابيع، ويفضل أن تكون تحت إشراف طبي، وهذه المستحضرات تثبط -أي تبطئ- من تشكل الدهون (Free fatty acids).

وأما الروأكيوتين فهو مخصص للحالات الشديدة من حب الشباب الكيسي، ولكنه يجفف ويفيد في حالات حب الشباب الزيواني، ومشكلته غلاء ثمنه وتأثيراته الجانبية التي يجب أن تراقب وتتابع تحت إشراف الطبيب المعالج.

وبعد هذا العرض يتبين أن العلاجات متوفرة ويمكن استعمال واحد أو أكثر بوقت واحد، مثل: الغسل بالماء والصابون، والبدء بالتريتينوين وإفراغها بخازعة الزيوانات فنحصل على نتيجة فورية، ونحافظ عليها من خلال استمرار العلاج الوقائي بالتريتينوين.
وأما الحالات التي يتباطأ فيها العلاج فيمكن إدخال المضادات الحيوية أو حتى الروأكيوتين، ولكنه في المراحل الأخيرة.

وأما المدة التي تحتاجها لصفاء الوجه، فلا يمكن لأحد التنبؤ بها لوجود عوامل عديدة تلعب دوراً في إحداث الزيوانات، منها: السن، وطبيعة الجلد الدهنية، ونوعية الطعام، والحال النفسية، والعلاج المستعمل، وتحمل العلاج المستعمل.

وأخيراً: فإنه من المتوقع أن توجد الزيوانات عند أصحاب البشرة الدهنية، وإن تحسن البشرة الدهنية من دلالات التحسن لكل من حب الشباب والزيوانات.
إن العلاجات السابقة الذكر هي ليست خاصة بالزيوانات فقط، ولكنها تحسن الزيوانات بشكل خاص، وتحسن حب الشباب بشكل عام.


والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • لبنان أنا

    مفيد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً