الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإرشاد في تعامل الأسرة مع الشاب المدلل المبدد للمال في التفحيط.

السؤال

السلام عليكم.

لدي أخ إذا طلب أي شيء فلا بد أن نوفره له، ولا يهتم هو هل نستطيع أم لا؟! وإذا لم نفعل ونوفر له ما طلب تحصل مشكلة بسببه، وينفق المال الكثير على سيارته، فهو يفحط بها ويطعس ثم يدخلها الورشة لتصليحها، وقد تعبت أمي من مصاريفه، مع العلم أن عمره 24 عاماً وإلى الآن يدرس في الجامعة ولم يتخرج، ويغيب دائماً عن المحاضرات بسبب النوم ثم يحصل له حرمان، تعبنا معه، كيف نتصرف معه؟!
أرشدونا جزيتم خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ المتفائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الاستمرار في تدليل هذا الشاب فيه ضرر عظيم عليه وعليكم، ولست أدري أين والده وأعمامه وأخواله؟ ولست أدري كيف تسلمون قيادة المنزل لشاب لا يعرف حتى مصلحته؟ ولماذا تخافون من حصول مشاكل إذا لم تلبّون له طلباته؟

وأرجو أن تبدأ الوالدة والأسرة في محاورته في هدوء، والاعتراف له بما عنده من إيجابيات، ومواجهته بالحقيقة، والاجتهاد في عزله عن جماعات التفحيط؛ فإن لوجوده بينهم خطورة كبيرة؛ لأن هذه البيئة على صلة بجماعات المخدرات وهي ساحة عظيمة للانحرافات، وكيف ينجح في الجامعة من همه السهرات، وهمه إصلاح سيارته والجلوس في الطرقات والساحات.

ولعل من المفيد أن تظهروا له حاجة المنزل إلى كل ريال وافتقار الأسرة إلى وجود رجل يقرب لهم البعيد، ونحن نتمنى من العقلاء والفضلاء من المحارم ممن يستطيع توجيه هذا الشاب إلى ما فيه المصلحة، وأرجو أن يعلم أن إكمال الجامعة ليس هو المطلوب، ولكن لابد من إحراز تفوق يعين الإنسان على المواصلة وعلى نيل الوظيفة المناسبة.

ولست أدري كيف هي صلاة هذا الشاب والتزامه بدينه، كما أن كثرة النوم لا تبشر بخير، فإذا صاحب كثرة النوم ذبول الشفتين وانكسار العينين وكثرة التوتر فإن هذه دلائل الدخول في طريق المخدرات والانحرافات، وليس القصد من هذا اتهام هذا الشاب، ولكن القصد هو التنبيه والتخويف لكل أسرة من عواقب الصداقات الهاربة والسهرات الماجنة، وقد يعزز مشاعر الخوف مع كثرة النوم الزهد في الدراسة وعدم التفكير في العواقب.

ونسأل الله أن يحفظ هذا الشاب وأبناء المسلمين، والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً