الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية ترك دواء البوسبار والزيروكسات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا داومت على دواء زيروكسات كما نصحتم به، لكن التحسن طفيف وتوقف عند مستوى معين، ونصحتني باستخدام بوسبار بالتدريج إلى أن وصلت إلى 2 حبة زيروكسات وحبة بوسبار صباحاً وأخرى مساء، ثم خفضت جرعة الزيروكسات لحبة ونص لمدة 3 أشهر، ثم لحبة لمدة شهرين وبوسبار لحبة مساء، فقط .

والآن بدأت أنقص الزيروكسات لنصف حبة، لكني لا أعلم كم يجب أن أنقص البوسبار؟ مع العلم أني أشعر بصداع ونبضات كهربائية خفيفة في الدماغ عندما أتحرك في كل مرة أنقص الجرعة وتختفي بعد عدة أيام، وكأني اعتدت على الجرعة الجديدة.

هل أنا على الطريق الصحيح؟ أريد أن أتخلص من الأدوية حيث أرى أني لم أتحسن كثيراً، خاصة اجتماعياً لكن عموماً أفضل من أول، وكان يوم الزفاف دليل جيد على مدى تحسني، لكن تنقصني المهارات الاجتماعية على ما أعتقد، حيث أني لا أرتعش أبداً، لكن تزداد دقات قلبي وأتعرق في بعض المواقف المقلقة.

و شكراً .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة للتخلص من البوسبار:
فهو لا يحتاج إلى أي نوع من التدرج، حيث أنه لا يسبب أي آثار انسحابية، حتى وإن توقف عنه الإنسان فجأة، ولكن بصفة عامة ربما يكون التقليل التدرجي أيضاً أفضل؛ لأن التقليل التدرجي يبعد الإنسان من التعود النفسي، حيث أن الإنسان إذا أخذ الدواء لفترة ربما يكون قد تعود نفسياً وليس جسدياً، وعليه يمكن أن تتخلص من البوسبار في ظرف أسبوعين، خفض الجرعة لحبة واحدة لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك خذ حبة يوم بعد يوم في الأسبوع الثاني.

بالنسبة للزيروكسات، أتفق معك تماماً هو يتطلب التدرج، وهذه النبضات الكهربائية الخفيفة التي ذكرتها والصداع هي بالطبع من صميم الآثار الانسحابية لهذا الدواء، ولكن ـ الحمد لله ـ أنت أصبحت قادراً على تحملها، وبالطبع هي لا تستمر أكثر من أيام قليلة، أرجو أن تسير على نفس المسار الذي أنت عليه، وهو أن تنقص الزيروكسات - كما فعلت الآن - إلى نصف حبة يومياً، واستمر على هذا الجرعة – النصف حبة - في رأيي لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك يمكن أن تتناول نصف الحبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين أيضاً، ثم نصف حبة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنه.

أو يكون البديل وهو بعد أن تستمر على النصف حبة لمدة أسبوعين يمكن أن تخفض الجرعة إلى ربع حبة إذا تمكنت من تقسيم الحبة بالصورة الصحيحة، خفضها إلى ربع حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم ربع حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن الدواء.

أخي الفاضل: ما وصفته بنقصان المهارات الاجتماعية، فالمهارات الاجتماعية أمر بسيط جدّاً، والإنسان يتعلمها ممن حوله، وفيها الجانب التعلمي، كما أن فيها الجانب الفطري إلى درجة كبيرة، المهم جدّاً أن على الإنسان أن يتواصل، أن يكون مشاركاً في الحوارات التي تدور، أن يرفع من مستوى إلمامه وثقافته بصفة عامة، وذلك بالاطلاع المستمر؛ لأن الإطلاع أيضاً يرفع من المهارات الاجتماعية.

بالنسبة لدقات القلب والخفقان؛ حاول أن تأخذ نوعاً من تمارين التنفس، حين تبدأ معك هذه الدقات، خذ نفساً عميقاً وبطيئاً وإن شاء الله هذا سوف يقلل من هذه الضربات حتى تختفي، وهي بالطبع إن شاء الله شيء مؤقت، وفي كثير من الحالات مرتبطة بالقلق والتوتر خاصة الرهاب الاجتماعي.

أخي: الحمد لله ـ فيما ألاحظ أنك مدرك جدّاً لصعوباتك، والإنسان حين يدرك صعوباته يستطيع أن يواجهها ويستطيع أن يحلها، أرجو ألا تتجنب المواقف التي تحس بها بالضيق، هذه المواقف إذا كانت في الأماكن المغلقة أو الأماكن المنفتحة أو في المواقف الاجتماعية، العلاج الأساسي لكل أنواع المخاوف هي المواجهة، المواجهة تؤدي إلى ارتفاع بسيط في القلق، ثم بعد ذلك يحدث التعود والتطبع النفسي للموقف ويجد الإنسان أنه قد أصبح أمراً عادياً بالنسبة له.

أسأل الله لك التوفيق والشفاء، وكل عام وأنتم بخير..

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً