الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرب الطفل العنيد

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي طفلة عمرها سنة وإحدى عشرة شهرا، ولدي طفل عمره 4 أشهر، مشكلة طفلتي أنها عصبية جداً، ومعظم أوقاتها تبكي وتغار من أخيها جداً، حتى أنها إذا غضبت تريد ضربه.

أنا أحاول أن تحبه، أجعلها تساعدني بإحضار أغراضه ومرات تجلس تلاعبه
وهي كثيرة الصراخ بسبب وبدون سبب، وإذا رأت أي غرض مع أحد من إخوان زوجي تريده وتصر وتصرخ وتضرب أحياناً الأطفال، علماً أنني أهتم بها أكثر من أخيها، وأعطيها ما تريد، وعندما تريد النوم أجلس بجانبها إلى أن تنام، حتى لا تشعر بالوحدة أو فقدان الحنان، ولكن محاولاتي لا تنفع، علماً أنها لم تكن هكذا من قبل، وأحياناً أنهرها وأحياناً أضربها، ولكن ضرب خفيف على يديها حتى لا تكرر الخطأ.

ماذا أفعل لها؟ وكيف أتصرف معها لأني متضايقة جداً من وضعها؟

أرجو أن تردوا على سؤالي بأسرع وقت.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبدالرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الضرب والزجر له آثار سالبة على طفلتك، خاصة إذا كان منك، وحبذا لو تولى توجيهها عند الأخطاء المتعلقة بالتعامل مع المولود طرف ثالث كالأعمام والأخوال، وذلك لأن ضربك لها يؤكد لها أنكم تميزون المولود الجديد عليها، وهذا الإحساس بالظلم يدفعها لمزيد من الصراخ والتمرد والعناد لتلفت الأنظار وتسيطر على الاهتمام.

وأرجو أن يقوم بالاهتمام بها كافة أفراد الأسرة، وأن ينتبهوا لها عندما يتحدثون عن المولود الجديد.

ولا أظن أن هناك داع لهذا الانزعاج، فإن هذه الغيرة طبيعية، وكان ينبغي أن تتهيأ نفسياً لتقبل هذا الوضع الجديد، مع ضرورة عدم تلبية طلباتها عندما تصرخ، وحبذا لو اتفقتم على إهمال تصرفاتها وعدم إظهار الحرج والانزعاج؛ لأن ذلك يدفعها للمزيد من التمرد.

وحبذا لو تمكن الوالد من الذهاب بها إلى خارج المنزل وإبعادها عن أخيها لبعض الوقت، كما نتمنى أن تتفقوا على طريقة واحدة في التعامل معها.

وقد أسعدني اهتمامك بها، وهذا يدل على وعيك بمهمتك كأم، وأرجو أن تتجنبوا الضرب والزجر في هذه المرحلة، وحاولي صرفها عن أخيها بأساليب لطيفة، وعليكم بزيادة جرعات الاهتمام بها والحديث عن كل خطوة إيجابية، والابتهاج بكل تصرف صحيح منها، والحديث عن الأشياء الجميلة التي قامت بها مثل اللعب مع أخيها الصغير الذي يحبها، وإعلان حبكم لها، مع ضرورة الدعاء لها والاهتمام بها عند نومها وصحوها، وتقدير طبيعتها كطفلة، وعندما تفكرون في عقوبتها فلابد أن تعرف الخطأ الذي وقعت فيه حتى لا تنمو عندها دوافع الانتقام، ويكفي في عقوبتها نظرة الغضب وتغيير نبرة الصوت وفرك الأذن، على أن يكون كل ذلك بعيداً عن أعين الأطفال، وبعيداً عن الأهل الذين يحبونها وتحبهم.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله فإنها مفتاح كل صلاح وفلاح، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً