الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الشاب من فرض أبيه الزواج بقريبة لا يحبها

السؤال

ما الحكم في الدين عندما يفرض الأب على ابنه الزواج من فتاة قريبة له في العائلة وهو لا يحبها؟ علماً بأن عمره 28 سنة، ويعمل في عمل شاق، أي: لديه القدرة على اختيار شريكة حياته، فماذا يفعل أو يقول لأبيه؟

رغم أنه دارت خلافات كبيرة، وفي الأخير قام أبوه بالخطبة له؛ لأن الشاب يقيم بالخارج والشاب يحب والده جداً، ولا يريد أن يغضبه، فماذا يفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن نقول لهذا الشاب: إذا استطعت أن تجمع بين رضا والدك والقبول بتلك القريبة فذلك خير كثير، وأرجو أن تسخير ربك في هذا الأمر قبل اتخاذ القرار، كما نتمنى أن تشاور العقلاء والفضلاء من أقاربك، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك.

ولست أدري ما هي أسباب كراهية تلك القريبة؟ وهل هي صاحبة دين؟ ونحن نتمنى أن تتذكر الجوانب الإيجابية عندها قبل أن تنظر في السلبيات، ولا يخفى عليك أن الرأي الأول والأخير لك أنت، وليس من البر للوالد طاعته في أمر يجلب لك ولزوجة المستقبل الأضرار، وليت الآباء والأمهات أدركوا أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وقد لا يملك الإنسان مشاعره، وليس رفض الرجل للفتاة دليلاً على أنها سيئة، وليس رفض الفتاة للشاب دليلاً على أن فيه شروراً.

ولا شك أن هذا الشاب يشكر على حبه لوالده، وعليه أن يزيد في بره، وأن يجتهد في إرضاء والده، وعليه أن يُحسن الاعتذار، وأن يحدد رأيه القاطع في بداية المشوار، دفعاً للإحراج ورفعاً للظلم عن الزوجة التي ربما كانت لا تعرف هذه المشاعر.

وحبذا لو تذكر الآباء والأمهات أنهم يستطيعون شراء طعام أو ثياب لأولادهم وبناتهم، ولكنهم قد لا يتمكنون من اختيار الشريك المناسب؛ لأن وجهات النظر مختلفة، ولولا ذلك لبارت السلع.

ونحن إذ نشكر لك هذا الاهتمام، ونتمنى أن تكون علاقتك بهذا الشاب وبغيره محكومة بالضوابط الشرعية، وشكراً لك على الاهتمام بهذه القضية.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً