الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من تأثير علاقة حب فاشلة على نجاح العلاقة المستقبلية

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا شاب سوف أتم التاسعة والعشرين قريباً بإذن الله، ومشكلتي تتلخص في أنني كنت على علاقة حب متبادلة بفتاة، وتعاهدنا على الزواج، ولكن بعد انتهائها من دراستها الجامعية، وقد التزمت بهذا العهد، ويعلم الله أني كنت أحافظ عليها، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن! فمع اقتراب تخرج هذه الفتاة تغير حالها معي ولم أعرف السبب!

وقد قمت بسؤالها أكثر من مرة ولكنها كانت تدعي أنها منشغلة بالمذاكرة وأن علي أن أتحملها هذه الفترة، ولكنها بعد انتهاء الدراسة قطعت العلاقة، وقالت إن والدها غير موافق على هذه الزيجة!

وعندما تحدثت إليها وإلى والدتها لم أجد غير ردود أقل ما توصف أنها غير صادقة، إلى أن عرفت بعد ذلك أن السبب أنها اكتشفت أنني غير مستقر بعملي، وأن المرتب لن يكفي، وأنه ليس لي مستقبل معروف في وظيفتي، مع العلم أنني -والحمد لله- لي دخل جيد، وأعمل في شركة مرموقة ووظيفة محترمة، والعجيب أنه تم ترقيتي بعدما عرفت هذا الرد، فسبحان الله!

وبعدها انكشف شيء آخر لي، أنه قد تقدم أحد زملائها في الدراسة لخطبتها، وأنها تسير معه في إجراءات الزواج والاتفاقات المادية والاشتراطات، وهذا الشخص كان يعرفها أثناء الدراسة وكان معجباً بها، ولكنها كانت تقول لي إنها تحاول إبعاده عنها، ولكن الله وحده يعلم الحقيقة!

والآن أكرمني الله بخطبة فتاة من أسرة محترمة وملتزمة، ويعلم الله أنني أعجبت بها جداً، ولكن مشكلتي الحالية أن التجربة القديمة يعاد شريطها أمام عيني كل فترة، وأخاف أن يؤثر ذلك على علاقتي بزوجة المستقبل، والتي لم أر منها غير كل خير، فبالله عليكم أسدوني النصيحة، كيف السبيل إلى النسيان والاهتمام بما هو آت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاحمد الله الذي عوضك بخير منها، واجتهد في نسيان من لا تستحق الوفاء؛ لأن نظرتها لم تكن لشخصك، وإنما كانت لما عندك من المال وما ينتظرك من الخير والنماء، واستغفر ربك مما حصل من النظر واللقاء والتوسع في الكلام والغفلة عن رب يعلم خائنة الأعين ويطلع على الخفاء، وتوجه إلى رب الأرض والسماء، فإن بيده قلوب الرجال والنساء، واسأله أن يصرف عنك أمرها وذكرها، وأن يجنبك العناء، ومرحباً بك في موقعك بين الإخوان والآباء، وهنيئاً لك ببنت الكرام الشرفاء، وأرجو أن تكتم عنها ما كان منك في أيام المشاعر الهوجاء، التي كانت تنمو في غفلة من الأمهات والآباء.

ولا أظن أن هناك صعوبة في نسيان المخادعة التي لا تملك قرارها وتضطرب في عواطفها، واعلم أنه لا خير في ودٍ يجيء مجاملة وتكلفاً.

ولا شك أنك مشارك في الخطأ الذي حصل، لأنك لم تضع تلك العلاقة في إطارها الشرعي، بأن تطرق الباب لتتحول إلى علاقة رسمية، وفي إعلان العلاقة مصالح كبرى، وأهم تلك الفوائد التأكد من موافقة أهل الفتاة، وكذلك الأمر بالنسبة لأهل الفتى؛ لأن كثيراً من الأسر ترتب لأبنائها وبناتها في هذه الأمور، وقد يصعب عليهم الخروج عن الترشيحات المتبعة.

وإذا كنت –ولله الحمد– قد وفقت في الخطبة الثانية، فاجتهد في نسيان ذلك الماضي، واصدق في الوفاء لخطيبتك الجديدة، وسارع بإكمال مراسيم الزواج، فإن الخطبة ما هي إلا وعد بالنكاح لا تبيح لك التوسع في العلاقات، وليس في ذلك مصلحة، وخير البر عاجله.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، والحرص على أن تكون مراسيم الزواج شرعية، وعمر قلبك بحب الله، وواظب على ذكره، وأكثر من الصلاة والسلام على رسوله.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً