الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوج مدمن كثير العيوب سيئ الخلق، رؤية استشارية.

السؤال

ماذا أعمل مع زوجي الذي يخونني ويتعامل معي بالكذب في جميع الأحوال؟ وحين أكتشف ذلك يعدني بأن لا يعود لذلك ثم يعود، وذلك منذ أكثر من 22 سنة، ولقد كنت له في الماضي خير معين، وكنت أستر جميع عيوبه وأخطائه، وتحملت كل ذلك من أجل بناتي، وبعد هذا كله أراه يتغير إلى الأسوأ، ويعاملني بكل وقاحة وعدم احترام.

وحين أحاول التناقش معه يحاول التهرب أو تحويل هذا النقاش إلى مشكلة، ويحاول لفت انتباه الآخرين إلى ذلك، ويبين أنه هو المظلوم وأنا الغلطانة، وخاصة أمام بناتي.

مع العلم أن زوجي يكذب علي ويخونني ويتعاطى المخدرات.

فأرجو من الله ثم منكم الإسراع بالرد، لأنني أشعر بأن حياتي شارفت على الانتهاء.



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Katia حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله -جل وعلا- أن يصلح لك زوجك، وأن يغفر له، وأن يتوب عليه، وأن يرزقك الصبر والثبات.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو لي أنك الآن تبحثين عن حل شبه مستحيل؛ حيث أن زوجك ظل يمارس هذه التصرفات الشاذة منذ فترة طويلة، وأصبح الآن يراها من حقه وأنك أنت الشاذة لكونك تريدين إصلاح واقع مررت عليه سنوات وسنوات، خاصة وأنك كنت في البداية تسترين عليه وتتحملين تصرفاته طمعاً في إصلاحه، ورغبة أن يتربى بناتك في بيت ولو شبه متكامل، ولكن زوجك -للأسف- تعمد الكذب والخديعة والغش، ونوّع المعاصي وأتقنها، ولا يقبل النقاش أو حتى مجرد التفاهم.

ولذلك لا أرى لك من حل أفضل من الصبر والاجتهاد في الدعاء، والنصح بصورة مخففة وبين الحين والآخر، وعدم شغل نفسك به؛ لأنه أشبه بقضية خاسرة أو سلعة كاسدة، وركزي اهتمامك على نفسك وتربية بناتك، واعتبريه غير موجود، ومع ذلك لا تقصري في حقه الشرعي حتى لا يعتبر ذلك ذريعة إلى التمادي في الباطل وزيادة الانحراف، فاصبري وتصبري، واعلمي أن فرج الله قريب ولن يضيعك الله.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً