الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب تساقط الشعر وعلاج ذلك

السؤال

ابنتي تبلغ من العمر 7 سنوات مصابة بداء الثعلبة من عام تقريباً، وازداد تساقط شعرها في الآونة الأخيرة.

أرجو بيان الأسباب والعلاج المناسب لذلك؟
مع فائق الاحترام والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ قيس حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن سنأخذ التشخيص الذي أرسلتم السؤال عنه وهو الثعلبة، والتي اسمها العلمي هو (الحاصة البقعية)، وهي من أمراض الشعر المناعية، وهي مرض غير معد.

كيف تتظاهر: يكون الجلد المصاب أجرد تماماً وأملس ومحدداً، وغالباً ما يكون هناك تاريخ ابتداء، ثم تطور نابذ، أي تنتشر إلى المواضع المحيطة بالتدريج، ولا يغطيها قشور ولا وسوف، ولا يتغير لونها إلا إذا تهيجت بسبب التداخلات الخارجية، وأغلب المواضع إصابة هي الفروة (جلد الرأس)، وقد تصيب أي بقعة مشعرة حتى الأجفان والأهداب، وقد تكون معممة لكامل الرأس أو كامل الجسم.

أسبابها:

- إما مناعية: إن ترافقت مع أمراض مناعية كالسكري والدرق.

- أو وراثية: إن ترافقت بمرض المنغولية.

- أو تحسسية: إن ترافقت مع الأكزيما البنيوية.

ومن الأشياء التي تضعف المناعة والمتهمة في إثارة الثعلبة الإنتانات، مثل البؤر الصديدية أو الإنتانية الخفية أو الظاهرة.

- أو نخرة سنية غير معالجة.

- أو القلق الشديد أو الحالة النفسية غير المستقرة.

أي: يفضل فحص الأسنان واللوزتين والجيوب، وعلاج ما يحتاج علاجه، ثم فحص العيون لعلاج الانكسار، كاحتياج المريض لنظارة وعدم استعماله لها، وهكذا.
وقد تعود الثعلبة بعد التحسن بعودة الأسباب.

علاجها:

A. أولاً وقبل كل شيء بتحسن مناعة المريض العامة.

B. وهناك ما يسمى المبيغات الموضعية، أي مهيجات الجلد لإحداث توسع وعائي واحمرار، وهي تفيد في إحداث التهاب يؤدي إلى العودة إلى نمو الشعر في أغلب الحالات.

C. المراهم الكورتيزونية الموضعية، ويجب ضبط قوة الكورتيزون ومدة العلاج لتجنب الآثار الجانبية، وتحت إشراف طبي، وهو غالباً ما نرشحه لعلاج ابنتك.

D. الحقن الكورتيزوني الموضعي المدد 1 إلى 7 من التريامسينولون، ويحتاج إلى حذر شديد على الفروة، وتحت إشراف طبي.

E. العلاج الضوئي الكيميائي الموضعي، وهو أقل فائدة من الجهازي، أي حبوب، ثم التعرض للأشعة فوق البنفسجية، ويحتاج على الأقل 60 جلسة بمعدل 3 جلسات أسبوعيا ليبدأ التحسن، وتحت إشراف طبي.

F. في الحالات المنتشرة أو المعندة قد تعطى الكورتيزونات عن طريق الفم، ولكن ضمن شروط إعطائها، خاصة عند طفلة، ولما لها من تأثير في المستقبل على ضغط الدم وسكر الدم، وضرورة تعويض الشوارد وغيره، وتحت إشراف طبي.

G. وأخيراً: معدلات أو مغيرات المناعة، مثل مستحضر سايكلوسبورين إي، مع مراقبة تصفية الكرياتينين بمعدل كل أسبوعين مرة، وتحت إشراف طبي.

H. العلاج الأنسب هو العلاج الذي يقدر لكل حالة بحالها، فالمتوضعة الجديدة غير المعممة الكبيرة، والذكر غير الأنثى، والصغير غير الكبير، وغيره الكثير.

ونؤكد على أنه يجب استعمال الأدوية تحت إشراف طبي، وعدم الاجتهاد في غير الاختصاص، فأغلب ما ذكرناه يحتاج المساعدة من الطبيب المختص، وللمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة الموقع:

Http://www.dermatologyinfo.net/arabic/chapters/chapter48.htm

وختاماً: يجب مراجعة الطبيب وبشكل مبكر، حتى يتم العلاج بسهولة أكثر وأسرع، فالتأخير قد يكون ضد النتائج المرجوة السريعة، علماً أنه مرض غير خطير إلا من الناحية الشكلية، وعلاجه في الأول، أي عندما يكون موضعاً هو أسهل وأسرع، ويختلف عن علاجه في المراحل المتقدمة، والتي تحتاج علاجاً أكثر تعقيداً.

ونسأل الله الشفاء العاجل لابنتك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً