الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكر كثيراً في الزواج وأخشى العنوسة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا نهى من الأردن وعمري 23 سنة، مشكلتي أنني أفكر دائماً بأن يأتيني ابن حلال ويتزوجني على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فأرجو الرد، ما العلاج وما الحل ولا أحد يأتي ليطلبني؟ وأنا أخاف أن أظل في بيت أهلي طوال عمري، أرجو الرد على سؤالي، فهذا التفكير يشغلني عن كل شيء، وأصبح وأمسي في أحلام تسمى أحلام اليقظة.
شكراً مع تحياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك لن تظلي في بيت أهلك – بإذن الله ربك – وسوف يأتيك رزقك الذي قدره الله في الوقت الذي كتب الله، ومرحباً في موقعك ومع آبائك وإخوانك في الله.

ولا داعي للانزعاج فأنت لازلت صغيرة بمقاييس هذا الزمان، فأشغلي نفسك بطاعة الرحمن، وتذكري أنه المدبر للأكوان، فسبحان من لا يشغله شأن عن شأن، فارفعي أكف الضراعة إليه في كل حين وأوان، واعلمي أنه كريم منان.

وأرجو أن تشهدي مجالس العلم الخاصة بالمؤمنات وتظهري لهن ما وهبك الله من جمال وأدب، واعلمي أن لكل واحدة منهن أخ أو ابن تبحث له عن صاحبة الدين، مع ضرورة إظهار التواضع والقناعة والمشاعر الطيبة، وعليك بكثرة التوجه إلى من يجيب من دعاه، ويوفق من توكل عليه وانتظر فرجة وهداه.

وأنت بالأصل لم تكلفي بالتفكير في هذه الأمور؛ لأنها من الأرزاق التي قدرها الوهاب وقد قال الله تعالى: ((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى))[طه:132].

والعاقلة تدرك أن الله خلقها لعبادته، فهي لا تغفل ولا تلعب، وتعلم أن الله تكفل برزقها فهي لأجل ذلك مستريحة راضية لا تتعب، فلا تفكري في هذه الأمور، واشغلي نفسك بطاعة الغفور وبعمل الخير وحمد الشكور واعلمي أن طاعة الله وتلاوة القرآن تجارة لا تبور.

ولا يخفى عليك أن التفكير في هذه الأمور لا يقدم ولا يؤخر، فتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن الذين آمنوا، ولا يحملنك تأخر الخطاب عن الخروج عن الحجاب والابتعاد عن الهدى والصواب.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ولزوم الحياء، فإنه لا يأتي إلا بالخير، وأكثري من ذكر الله وتجنبي الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، فكوني قريبة من والدتك وصادقي الصالحات وتوجهي إلى رب الأرض والسموات وأكثري من الصلوات والتسليمات على من بعث خاتماً للرسل والرسالات.

وبالله بالتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً