الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التذبذب وضعف الإرادة

السؤال

السلام عليكم.

لدي صفة سيئة جداً لا أعرف كيف أتخلص منها، وهي أني أحياناً تكون لدي إرادة قوية ونية قوية لفعل شيء، ثم فجأة أجد أن عزيمتي قد وهنت وضعفت، وأني لا أريد فعل هذا الشيء، ثم أجد الإرادة تتجدد مرة أخرى، وهكذا أجد نفسي في حالة تذبذب في بعض الأمور، حتى أن عزيمتي تضعف وتقوى لفعل أمر ما ربما في اليوم الواحد عدة مرات، ففي الصباح تكون قوية ثم تضعف ثم تقوى وهكذا؛ مما يغضبني من نفسي لعدم ثباتي على رأي!
أفيدوني أثابكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا التذبذب في ضعف الإرادة، وعدم الثبات على رأي واحد، ربما يكون مرتبطاً بالشخصية، فهنالك عدة أنواع من الشخصيات، منها الشخصية المتقلبة المزاج، والمزاج حين يكون مرتفعاً تكون الطاقات والمعنويات والإصرار على تنفيذ الأشياء أقوى، وحين ينخفض المزاج بالطبع يكون الإنسان غير قادر على أن يقوم بالمهام الأساسية، وهذا التقلب في المزاج ربما يكون غالباً يحدث في ظرف أسبوع إلى أسبوعين، أو ربما يكون في اليوم مرة أو مرتين، وفي بعض الحالات يكون بعد مدة أطول، وهو يختلف من إنسان إلى إنسان.

هذا الكلام الذي أقوله يا أخي ليس من الضروري أن ينطبق عليك، ولكنه واحد من الأسباب.

هنالك أيضاً نوع من الشخصيات الحساسة، وهي موازنة الأمور والنظر إليها حسب اللحظة المزاجية التي يعيشها الإنسان.

خلاصة الأمر: أهم شيء لرفع الطاقات والهمة لدى الإنسان هي الكيفية التي يدير بها وقته، فالإنسان الذي يضع برامج يومية ويصر على تنفيذها دائماً لا يجد صعوبة في التحكم في مزاجه، أما الإنسان الذي يترك الفرصة للمزاج حتى يتحكم في الزمن فهذا يدخل في مشكلة وعلة وتذبذب.

إذن: علي أن أجعل زمني هو الذي يتحكم في مزاجي وليس العكس، فأقول: سوف أقوم بفعل كذا وكذا، في الساعة كذا وكذا مهما كان وضعي... هذا نوع من التمارين النفسية التي تقوي الإرادة لدى الإنسان.

الشيء الآخر: حين تأتي الإنسان لحظات الضعف عليه أن يتذكر أنه في بعض اللحظات يكون بالقوة والمثابرة والإرادة النافذة، فلماذا لا يستفيد من هذه القوة والإرادة النافذة في السابق يستفيد منها الآن؟! أي أستبدل لحظات الانسحاب والخمول والضعف أستبدلها فكرياً بلحظات القوة التي مرت عليك سابقاً.. هذا يا أخي من الأشياء الطيبة جدّاً.

المحافظة على الواجبات اليومية كالصلاة في وقتها، والذهاب للعمل في وقته، تخصيص وقت معين من الأسبوع لزيارة الأهل .. كلها إن شاء الله تؤدي إلى ثبات الإرادة.

بعض الناس ربما يحتاج لأدوية مضادة للقلق وتحسين المزاج، ويمكن أن تجرب عقاراً يعرف باسم موتيفال، أرجو أن تستعمله بمعدل حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عنه.

هنالك أشياء مفيدة جدّاً مثل ممارسة الرياضة، فهي إن شاء الله تقوي النفوس والأجسام والإرادة كذلك.

وفي الختام: لابد أن تنظم وقتك، ولابد أن تحدد أسبقياتك، ولابد أن تسمع نفسك فكرك خاصة في لحظات التكاسل، وقل: لن أستكين، ولن أستسلم، فأنا قادر أن أكون قوياً.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً