الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية إزالة الفتاة الشك من قلب خطيبها تجاهها

السؤال

أنا فتاة عمري 26 سنة، محبة للناس وأعمل الخير لكل من يطلب مني، وأنا طيبة وعلى نياتي!

أحب شاباً بكل جنون ولا أستطيع العيش بدونه! وذات يوم فتح موقع الرسائل الخاص بي ووجد به شباباً مضافين عندي، مع أني لم أكن أكلم أحداً منهم؛ لأني طوال اليوم أكون مشغولة بشغلي، ومنذ ذلك الحين تغير حبه لي، ولم يعد كالسابق! وقال بأنه لم يعد واثقاً من حبي له، مع أني والله أحبه من كل قلبي ولم أخنه من قبل، وأقسمت له مرات عديدة كي يسامحني.

ولكنه كل مرة يرجع ويقول لي لماذا عندك شباب بالكمبيوتر؟ فمن فضلكم ساعدوني كي أزيل الشك من قلبه، ويكون واثقا من حبي له؛ فإنني أحبه ولا أستطيع العيش بدونه!

إنني أصلي دائماً وأطلب من ربي العون، كما أنني صليت استخارة، ولكن لم يظهر لي شيء مع أننا على وشك الزواج!

فأرجوكم! أنقذوني فإن حياتي في خطر! لماذا لما أحببت ووجدت الاستقرار يضيع مني كل شيء؟ جزاكم الله خيراً وساعدوني والله يسهل عليكم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Imane حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:-

فإن المرأة العاقلة تعرف طبيعة الرجل الذي ارتبط بها وتفهم نفسيته، فلا تذكر آخرين عنده ولا تثني على أحد في حضرته، فإن ذلك يلهب جمرة الغيرة في نفسه، ويملأ الشيطان نفسه بالشكوك، وإن كان في النفس شيء من هذا التوسع في العلاقات، وهو كذلك سبب لتعميق مشاعر الشك وسوء الظن، والشيطان الذي يشجع على المخالفة هو الذي يحرض على سوء الظن، والخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا فتح أجهزتها والتلصص عليها؛ لأن تتبع العورات وكثرة الشكوك تتعب الجميع، وأنت تستطيعين بتوفيق الله أن تعيدي ثقته فيك بما يلي:

1- اللجوء إلى من قلوب العباد بين أصابعه يُقلّبها كيف شاء.

2- البعد عن مواطن الرجال وتجنب التعامل معهم طالما كان التعامل يثير غيرة الرجل، وقد رفضت ذات النطاقين الركوب مع النبي صلى الله عليه وسلم والسير مع الرجال لمَّا تذكرت غيرة الزبير رضي الله عنه.

3- فهم خصوصية العلاقة بالزوج وأنها لا تحتمل غيره.

4- الحرص على حجابك ووقارك.

5- تجنب خفَّة الشباب وتوسعهم في النظر والتعامل مع الجنس الآخر.

6- فهم الواقع الجديد بعد الخطبة والزواج.

7- وكوني طيبة ولكن بشيء من الحذر واتركي مساعدة الرجال للرجال، وأشغلي نفسك بتقديم المساعدات لبنات جنسك.

8- احرصي على طاعة الله والخوف منه وذكِّر خطيبتك بالله.

9- المسارعة بإتمام مراسيم الزواج لأن أيام الخطوبة أيام توترات ومخالفات.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ومراقبته والخوف منه، والمداومة على ذكره وشكره وحسن عبادته، وتخلص من ذكريات الماضي، ولا تذكري ما حصل معك في الماضي لزوجك، ولا لغيره، واجعلي الماضي سراً بينك وبين الله، مع ضرورة التوبة من كل مخالفة.

ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يجمع بينكما في خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات