الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسوسة الشديدة أثناء أداء الصلاة وكيفية علاجها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي أخت تعاني من الوسوسة بالصلاة لحد كبير - توصل معها أنها تعيد الآية الواحدة مثل (الحمد لله رب العالمين) فوق العشر مرات، وكل كلمة في الصلاة، مع أنها ملتزمة بالصلاة والحمد لله، وتسبّح كثيراً، ولا تخرج من البيت.

وأحب أن أفيدك أن لي أختاً وثلاثة إخوة لا تتكلم معهم (بينهم خصام) واختلاطها بالأقارب ليس كثيراً، أنا لا أعرف ما سبب الوسوسة أو ما نوعها؟

أرجو من سماحتكم الإفادة وبأسرع وقت وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً على اهتمامك بأمر أختك، وهذا بالطبع نوع من الوساوس القهرية، والوساوس تكثر لدى بعض الناس في الأمور المتعلقة بالعبادات، والتكرار والتردد هو واحد من الوساوس القهرية المعروفة لدينا، وفي بعض الحالات تكون أيضاً مرتبطة بالبطء الشديد؛ حيث أن الإنسان يستغرق وقتاً طويلاً في المهمة التي يود القيام بها.

هذه الأخت يمكن علاجها بإذن الله:

أولاً: يجب أن تفهم أن هذه وساوس قهرية، وأن الوساوس القهرية لابد أن نحقرها، ويجب ألا نتبعها وألا نستجيب لها، ولابد أن نخالفها، فهذه الأخت يجب أن تستوعب كل ذلك جيدّاً.

يمكنها أن تصر على نفسها أنها لن تكرر الآية أو تحدد زمناً معيناً، تقول أن الرجعة لن تستغرق أكثر من دقيقتين معي؛ فذلك سوف يجعلها تكون في سباق مع الزمن، ربما يقلل من طمأنينتها في الصلاة، ولكن إن شاء الله لا حرج عليها في ذلك؛ لأن ذلك أيضاً وسيلة من وسائل العلاج.

أيضاً هذه الأخت يمكن أن تستعين بمن معها في البيت وتصلي معهم جماعة، هذا أيضاً -إن شاء الله- يجعلها تنقاد أكثر، ويمكنها أن تقرأ مع الإمام في سرها وتتبعه، وهذا أيضاً إن شاء الله يجعلها لا تكرر، يمكن أن تكون هذه التمارين في البداية، ويمكن أن تساعد حتى أن تصلي بعض النوافل مع من معها، وذلك من أجل أن تتخلص من هذه الوساوس.

الجانب الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي، مثل هذه الوساوس تستجيب بصورة جيدة للأدوية المضادة للوساوس، ومن أفضل هذه الأدوية العقار الذي يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تحاول أن توفره لأختك أو تنصحها بأن تتناوله، وجرعته هي كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل، وقوة الكبسولة هي 20 مليجرام، تستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى كبسولتين، وتستمر على الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفضها إلى كبسولة واحدة وتستمر عليها لمدة شهر واحد.

هذا الدواء دواء مفيد وفعّال جدّاً، وكما ذكرت لك اسمه بروزاك، ربما يوجد في الأردن تحت مسمى تجاري آخر؛ حيث أني أعرف أن هنالك صناعات دوائية ممتازة في الأردن، والاسم العلمي لهذا الدواء هو فلوكستين Flyoxetine، يمكن أن يوجد تحت هذا المسمى العلمي.

أسأل الله لأختك الشفاء، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً