الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف وقلق وعدم اتزان في التفكير

السؤال

السلام عليكم.

عمري 26 عاماً وأنا جامعي، أعاني من قلق وخوف وعدم اتزان في التفكير، ظهرت هذه الحالة عندي قبل عدة شهور، بدأت بأخذ علاج نفسي من قبل أحد الأطباء منذ حوالي شهر، والدواء هو: Risperdal 2Mg (janssen-cilag)، وأعاني صعوبة في النوم منذ مدة طويلة فما الحل؟ العائلة تعاني مشاكل عائلية وأنا أكثرها تضرراً منذ 20 عاماً!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو مازن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كنت أتمنى أن تكون هنالك تفاصيل أكثر فيما تقصده بعدم الاتزان في التفكير، ولكن ربما تكون الذي تعنيه هو أنك تُعاني من اضطراب في التفكير، ولكن لا أعرف هل تسمع أصواتاً أو لا تسمع؟ أم تأتيك بعض الشكوك أم لم تأتك؟ لأن نوعية العلاج الذي وصفه لك الطبيب وهو الرزبريدال يُستعمل لمثل هذا النوع من اضطراب التفكير.

على العموم الرزبريدال يُعتبر من الأدوية الممتازة جدّاً لتعديل التفكير وتنظيمه، وإزالة أي اضطرابات أو تشوش في التفكير إن كانت موجودة.
الجرعة التي وصفها لك الطبيب هي جرعة البداية وهي 2 مليجرام، وربما تحتاج أن ترفع الجرعة إلى 3 مليجرام، ويكون ذلك بعد شهر من بداية العلاج، وبعد انقضاء شهرين ربما ترفع الجرعة إلى 4 مليجرام في اليوم، وتُعتبر هذه هي الجرعة العلاجية.

لا شك أن الطبيب الذي بدأ لك هذا العلاج هو على اقتدار ومعرفة بهذا التدرج فيما يخص هذا الدواء، وهو من أفضل الأدوية التي تُساعد على إزالة الخوف والقلق المرتبط باضطراب التفكير، فأرجو أن تستمر في هذا العلاج على بركة الله، وأرجو التواصل مع طبيبك.

أما بالنسبة لاضطرابات النوم، فإن كان اضطراب النوم بالشدة المزعجة، فعليك بإضافة عقار آخر يُعرف باسم لارجكتيل (Largactil) والجرعة المطلوبة هي 25 إلى 50 مليجراماً ليلاً، وهو علاج إضافي يحسن النوم، وفي ذات الوقت يُساعد أيضاً على إزالة القلق والخوف، ويؤدي إلى ضبط وتوازن التفكير بإذن الله تعالى.

عليك أيضاً أخي الكريم الاهتمام بصحتك النومية عامة، حاول أن تمارس الرياضة، وحاول أن تتجنب النوم في أثناء النهار، ولا مانع بالطبع من القيلولة البسيطة بعد الظهر، ولكن يجب ألا تتعدى هذه القيلولة نصف ساعة إلى ساعة.

عليك أيضاً أن تمارس الرياضة كما ذكرت لك، فهي من الأشياء الفعالة والمفيدة جدّاً، وكن حريصاً على أذكار النوم، وتجنب تناول الشاي والقهوة وكل المنبهات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل البيبسي كولا، حاول أن تتجنب تناولها بعد الساعة السادسة مساءً، ويمكنك أن تعوض ذلك بتناول الحليب الدافئ فهو يُساعد كثيراً على تحسين النوم ليلاً.

أسأل الله لك التوفيق والشفاء.

أما بخصوص الصعوبات العائلية، فيا أخي لا توجد عائلة ليس بها مشاكل، والمشاكل تظهر وتكبر حسب نظرتنا لها وحسب مساهمتنا في حلها، وأرجو أن تُساهم بقدر ما تستطيع في حل هذه المشاكل، وفي ذات الوقت لا تنظر إلى الأمور بسلبية مطلقة، ومهما صعبت المشاكل فإن شاء الله سوف يتوصل الناس إلى حلٍ لها، وعليك بالتعاون بما تستطيع أن تساهم به، وعليك مساندة بقية أفراد الأسرة حتى يكون هنالك نوع من القبول والتآزر الأسري الذي بالطبع هو مطلوب لكل أسرة حتى تستقر.

أنت والحمد لله الآن تبلغ من العمر 26 عاماً، وأرى أنك يمكن أن تساهم إيجابياً بصورةٍ فاعلة في استقرار الأسرة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً