الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى أهمية العلاقة العاطفية قبل الزواج

السؤال

أشعر أني بحاجة شديدة للزواج لكن هناك بعض المعوقات في نظري وأريد أن أستشير سيادتكم فيها:

1- أرى بعض الفتيات قد تعجبني شكلاً وجمالاً لكن لا أشعر بعاطفة وجاذبية ناحيتهن، وأخشى أن أتقدم لهن، وأشعر ببرود منهن، وأكون ظالما لها وأهلها، أم أن العاطفة قد تأتي بعد الخطوبة والزواج كما قرأت في الاستشارات على موقعكم، وإذا كنت لا أشعر بعاطفة ناحيتهن، وأريد أن أفسخ الخطوبة فما الحجة التي أتخذها لإنهاء الخطوبة؟

2- حالياً لا أعمل لكن سوف يفرجها الله، فهل يجوز أن أتقدم لأي فتاة وأنا على هذه الحالة ما العمل؟ ووالدتي وعدتني أنها سوف تساعدني في الشقة أهذا تقليل من شأني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا أعجبتك فتاة في دينها وأخلاقها أولاً، ثم وجدت في نفسك قبولاً لشكلها، فلا تتردد في التقدم إليها واطلب يدها، وسوف تتعمق المشاعر بعد الرباط الشرعي، فنحن لا نريد للشباب أن يطلق عواطفه من دون ضوابط، وذلك لأن المؤمن يجعل مودته وحبه لزوجته التي أحب فيها -مع جمال مظهرها- كمال دينها وحسن خلقها، وارتبط بها برباط شرعي وعبر علاقة معلنة.

أرجو أن يعلم الشباب أن عواطف ما قبل الرباط الشرعي تقوم على الكذب والمجاملة وإظهار الجوانب الجميلة فقط، بخلاف الحب الشرعي الذي يبدأ بالرباط الشرعي ويقوم على الطاعة لله والمسئولية والرغبة في إنتاج الذرية التي تعبد رب البرية.

نحن لا ننصحك بفسخ الخطوبة؛ لأن الإنسان لا يرضى ذلك لأخته أو بنته، فكيف يرضاه لبنات الناس، ولكن إذا وجدت أسبابا وجيهة ومقبولة من الناحية الشرعية، فإن الإنسان يستطيع أن يحسن الاعتذار ويفسخ الخطوبة التي هي في الأصل مجرد وعد بالزواج فقط، والصواب أن يتقدم الإنسان للخطبة بعد صلاة الاستخارة ومشاورة أهل الخبرة والدراية، وينظر إلى مخطوبته ليرى ما يدعوه إلى نكاحها، وفترة الخطبة فرصة للتعارف بين أهل الفتى وأهل الفتاة، ولا عبرة بما قد يحصل من فتور أو توتر إذا لم تكن له أسباب شرعية واضحة.

نحن لا ننصح بالمسارعة إلى فسخ الخطوبة لما يترتب عليه من ضرر وسوء ظن وانتشار للعداوة والبغضاء، ولكننا نطالب الشباب أن يعطوا لأنفسهم فرصة كاملة في البحث والاستشارة ومعرفة الصورة الكاملة والحقيقية لحياة من يريد أن يتقدم لخطبتها.

لا مانع من أن يتقدم الإنسان مع أهله لخطبة فتاة دون أن يكون لديه عمل إذا وجد مساعدة من أهله في أمر زواجه، مع أننا نفضل أن يجتهد الإنسان في البحث عن عمل شريف قبل التقدم للخطبة؛ لأن ذلك أدعى للقبول به وخير له في مستقبل حياته، وليس في مساعدة الوالدة أو الوالد للابن المتزوج منقصة، بل في ذلك تكميل لدور الوالدين وتتويج لمعروفهم العظيم تجاه أبنائهم، وقد قال سعيد بن العاص رضي الله عنه: إذا علّم الرجل ولده القرآن وحج به بيت الله الحرام وزوّجه فقد خرج من حقه).

لا يخفي عليك أن كثيراً من الشباب يبدؤون حياتهم الجديدة بمساعدة من أسرهم، ولا عيب في ذلك، بل إن الأسر تسعد بالأسرة الجديدة ويريد الآباء إن يشاهدوا أحفادهم.

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات