الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العزوف عن الزواج بسبب تجربة فاشلة

السؤال

السلام عليكم.
بداية أود أن أشكركم على هذه الميزة التي تقدمونها لمتصفحي موقعكم ألا وهي الاستشارات النفسية.

قصتي يمكن أن تكون تافهة أو لا، وتحتاج للتفكير الطويل بها؛ لأنني أشغل نفسي بها كثيراً، لكنني مجروحة من أعماق قلبي، لا أستطيع نسيان هذا الجرح، وقد مر عليه 4 أشهر.

وهو أنني كنت مرتبطة بشاب (كتب كتاب) وعشت أجمل أيام عمري معه إلا أنه طعنني وغرس أنيابه في قلبي، حيث أنه تخلى عني بكل سهولة وبدون أسباب مقنعة، هذه التجربة أثرت علي سلباً بشكل كبير، أصبحت أكره كل الشباب الذين يتقدمون لي، أكره فكرة الارتباط بأي شاب، أعرف ماذا ستقولون لي: أنه ليس كل الرجال شيئاً واحداً أو مثله، وأنني سأجد من أرتاح معه، لكنني فعلاً لا أعطي الأمان لأي رجل، أكرههم جميعاً بدون استثناء وبدون مبالغة.

كلما أتذكر الذي حصل معي أو أقرأ شيئاً فيه ألم الغدر والخيانة والفراق تدمع عيناي أمام الجميع من شدة ألمي وإحساسي بالضعف، وأن أحداً استغنى عني بدون سبب.

أريد أن أنتقم، أريد البكاء والصراخ، أريده أن يذوق الألم نفسه لا أكثر ولا أقل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالتأكيد أنا أتعاطف معك جدّاً في الذي حدث، وهذه المشاعر الجياشة التي تسيطر عليك والتي أعطتك الانطباع السلبي من كل الرجال، تدل على قوة العلاقة السابقة مع هذا الشاب وكذلك درجة الإخلاص التي كانت موجودة في هذه العلاقة، على الأقل من جانبك.

إذن: أصبحت تنظرين إلى الأمور من زاوية واحدة ومن جانب واحد، وهو أن هذا الشاب ما دام قد أرتبط بك وكتب الكتاب فلابد أن يتم الزواج، هذا هو الذي كنا نتمناه جميعاً، ولكن الإنسان لابد أن يعرف أن هنالك أقدارا وأن هنالك نصيبا (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ))[البقرة:216].

هذا الذي حدث لم يكن لك فيه نصيب، وهذا الذي أقوله لك بكل صدق وأمانة، بالطبع أنت لست مريضة، أنت فقط تسيطر عليك مشاعر العاطفية الشديدة، والتي جعلتك تفكرين بطريقة معاكسة تماماً، أنا أريد هذا التفكير المعاكس، هذا التفكير الشديد، هذا التفكير السلبي نحو الرجال لابد أن يتغير.

قلتِ إننا سنقول لك: (إنه ليس كل الرجال شيئاً واحداً أو مثله) نقول لك: إن النصيب وإن القسمة وإن المقدر هو الذي سوف يكون، هذا هو الذي نستطيع أن نقوله لك، أنت تفهمين جيداً سبب الفراق وهو في نظري أمر بسيط، والذي نراه أنه لم يكن هنالك نصيب، وإذا نظرت إلى الأمر من هذه الزاوية سوف ترتاحين كثيراً، وإن شاء الله يكون لك نصيب أفضل.

أرجو ألا تسيطر عليك مشاعر الانتقام، ولكن لابد أن يكون هنالك الصبر، وأن يكون هنالك الإيمان، وأن يكون هنالك التسامح، وأن يكون هنالك الدعاء بأن يجعل الله لك نصيباً أفضل وخيراً مما كان، هذا هو الذي أراه، وهذا هو الذي سوف يفيدك، وصدقيني أنك لست الوحيدة التي مرت بمثل هذه التجارب، لقد رأينا تجارب أفظع من ذلك، لقد حدثت بعض الزيجات بين الشباب وانتهت بالطلاق، كان البعض يعتقد أنها زيجات مثالية ولكن لم يكن هذا هو الحال.

مهما كانت السلبيات، فقد انتهت علاقتك دون أن يتم الزواج، وفي هذا خير، ربما يكون هذا الزواج إذا حدث يحمل لك شرّاً كثيراً، لا تعرفين ذلك، ونحن لا نعرف ذلك أيضاً.

أرجو أن تكوني أكثر تفاؤلاً وأن تكوني أكثر تسامحاً، وأن تنظري للأمور بمنظار الكلية، كوني شاملة في تفكيرك، كوني متباعدة في أفكارك، كوني حكيمة في أفكارك، لا تنظري للأمر من زاوية واحدة ضيقة، وأسأل الله أن يجعل لك خيراً.

ملاحظة: يمكنك أيضاً مراجعة سؤاليك السابقين 19567، 253228 وهما عن نفس الموضوع والذي قد تم الإجابة عليه من الأخصائيين الاجتماعيين.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً