الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاكتئاب وضعف الذاكرة الوقتية، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور المحترم، أنا أحمد، عمري 28 سنة، فلسطيني أعيش حالياً بفلسطين، وأرجو منك أن يتسع صدرك وتساعدني؛ لأن عندي مشكلة أعجزتني عن ممارسة حياتي بشكل طبيعي.

المشكلة هي الاكتئاب الذي لازمني منذ سنة 95-96 عندما كنت بالثانوية العامة، ولم يكن عندي الكثير من المعلومات عنه، المهم كنت قد ذهبت لطبيب نفسي بوقتها وأعطاني أنافرانيل 25 ملج وريدازين 10 ملج، طبعاً يا دكتور العلاج رائع ولكن يجب أن يحدث معه تغير فكري وتوعية.

المهم لم يكن الدكتور علاجه أكثر من الدواء، علماً بأنني كنت أعرض عليه علاج نفسي وبأي أجر، ولكن لا أعرف، طبعاً أنا والحمد لله لم أكن معتمداً عليهم كثيراً، علماً أنني بتلك المرحلة دخلت الجامعة وبصراحة كان القلق والوساوس تزداد، وخصوصاً الكآبة، فلم أستطع الاستمرار بالدراسة ولكني لم أيأس، المهم تعلمت الاسترخاء والتنفس وحاولت الكثير، وقبل ثلاث سنوات رأيت بالتلفزيون العلامة إبراهيم الفقي فاستمعت لمحاضراته القيمة، ولكنني أحاول ولا أعرف الخلاص.

من أهم المشاكل التي تواجهني أنني عندما أدرس يحدث عندي اكتئاب، طبعاً يا دكتور أنا حاولت الكثير ولم تكن هناك نتيجة، فما العمل؟ هل أرجع لأخذ دواء الأنفرانيل، علماً أنني أعاني حالياً من ضعف الذاكرة الوقتية، أما الماضي فجدية والتركيز عندي ضعيف.

طبعاً أنا كنت في العام 1999 أمارس الاسترخاء، وكان يحدث لي استرخاء، ولكن الآن مثلما قلت لك يحدث معي خذلان بأعلى الفخذين، وكأنني تائه أو سرحان، والجبين كأنه مشدود.

علماً أنني أضع موسيقى كنت قد سجلتها على الكومبيوتر عن طريق قناة سمارت واي، وبالنسبة لوضع العائلة عندنا ليس هناك مشكلة بشكل عام.

الرغبة عندي قليلة لكثير من الأمور من أولها الدراسة، وكنت أستخدم الكثير من الأعشاب مثل حبة البركة والينسون، ولم يحدث معي تحسن ملحوظ.

السؤال المهم الذي أحب أن تساعدني فيه هو - وأرجو أن تجيبني عليه بصراحة - إذا مارست تمارين الاسترخاء وطبقت التفكير الإيجابي بشكل مستمر، أيحدث معي تحسن، أم أحتاج لعلاج سلوكي ونفسي مفصل؟

وبالنسبة لبعض أحداث الماضي هي بصراحة لا تضايقني، ولكن أخاف أن يكون لها تأثير علي، فكيف أتخلص منها؟ ووكيف أعرف الذي له تأثير على شخصيتي ونفسيتي منها؟

وشكراً لك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، فأنت ملم بكل جوانب حالتك، كما أنك لجأت إلى الوسائل العلاجية الصحيحة، والإنسان دائماً حين يكون جادّاً في علاج نفسه وإدخال تغييرات نفسية إيجابية يمكنه أن يقوم بذلك، وهذا في نظري من أفضل وسائل العلاج.

بالطبع، أنا أؤيد بشدة ممارستك لتمارين الاسترخاء، فكل الانشداد الذي تحسه في الجبين وسوء التركيز يأتي من القلق والتوتر، فلا شك أن الاسترخاء وتطبيق التفكير الإيجابي واستبدال كل الأفكار السلبية بما هو إيجابي، يعتبر هو الركيزة واللب الأساسي لعلاجك، هذه الممارسات العلاجية تتطلب الاستمرار والصبر، وتتطلب القناعة بأنها مفيدة، وأعتقد أن لديك القناعة الكافية بأنك سوف تستفيد من هذه العلاجات.

التأمل السلبي في الماضي لا نعتقد أنه يفيد كثيراً، دائماً التجارب السلبية التي تحدث في الماضي يجب أن نتخذها وسيلة لتطوير المستقبل، فتجارب الماضي مهما كانت سلبية تكسب الإنسان نوعا من المهارات الإيجابية إذا أحسن استغلالها، إذن: فالماضي هو المرآة التي من خلالها نستطيع أن ننظر إلى المستقبل، وأن نعيش الحاضر بقوة والمستقبل بأمل.

إذن يا أخي: تأكد أنه -إن شاء الله- لا تأثير سلبي على أحداث الماضي على شخصيتك إذا نظرت لها بإيجابية كما ذكرت لك.

بالنسبة للعلاج الدوائي، فلا شك أنه مكمل للعلاج النفسي، ومادام لديك ضعف في التركيز مرتبط بحالات الاكتئاب، فنعتقد أن الأدوية ستكون مفيدة لك جدّاً.

الأنفرانيل دواء جيد، ولكنه من الأدوية القديمة التي ربما تسبب بعض الآثار الجانبية، ولذا نرى أن دواء مثل البروزاك سيكون وأفضل بالنسبة لك، خاصة أن البروزاك يعرف عنه أنه يحسن التركيز ويقلل من تشتت الأفكار المصاحبة للقلق.

إذن أيها الأخ الفاضل: ابدأ على بركة الله تناول كبسولة واحدة من البروزاك في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عنه.

بجانب الدواء والإرشادات السابقة، ستكون التمارين الرياضية أيضاً مفيدة جدّاً بالنسبة لك إن شاء الله، وفوق ذلك لابد أن تركز على التواصل الاجتماعي، وأنا لا أعرف طبيعة العمل الذي تقوم به، ولكن كن إيجابياً في مكان عملك، وحاول أن تكتسب المزيد من المهارات والتجارب، فذلك إن شاء الله يحسن أيضاً من صحتك النفسية.

وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً