الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوساوس القهرية في الوضوء والصلاة والمخاوف

السؤال

السلام عليكم.

عمري 35 سنة. أعاني منذ 18 سنة من وسواس قهري واكتئاب، فأنا أخاف من ركوب الطائرة ولا أركبها مطلقاً، كذلك أخاف من الموت.

أنا دائم الشك في الوضوء، وأكرره عدة مرات، وأشك في صلاتي، ودائماً أعاودها، وقبل خروجي من البيت أكرر إغلاق أسطوانة الغاز عدة مرات.
أكره مراجعة الأطباء النفسيين.

حالياً أستخدم دواء الزيروكسات ابتداء من 20.05.2006 إلى 17.07.2006 حبة واحدة يومياً، واعتباراً من 17.07.2006 زادت الجرعة إلى حبة ونصف وذلك بأمر الطبيب.

علماً بأنني غير متزوج وذلك لظروفي المادية.

أفيدونا أفادكم الله! وهل حالتي صعبة؟ وهل يمكن الشفاء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ صلاح الدين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم.. فأنت تعاني من وساوس قهرية تتمثل في بعض الأفكار وبعض الأفعال، خاصة فيما يتعلق بالوضوء والصلاة.

أخي العزيز! أرجو أن تعرف أن الوساوس القهرية هي علة نفسية عصابية مكتسبة، والشيء المكتسب يمكن أن يفقد، هذا هو منطق الأشياء، ولذا عليك أن تقاوم الوساوس، عليك أن تحقرها، وعليك ألا تتبعها مطلقاً، سوف تصاب بنوع من القلق حين لا تعيد الصلاة، ولكن الذي أفتى به العلماء ألا تعيد الصلاة، صدقني أن التزامك بذلك لأيام قليلة سوف يجعلك -إن شاء الله- تكون أكثر تكيفاً مع الوضع الجديد.

أما بالنسبة للوضوء، فعليك أن تحتم أنك لن تعيد وضوءك، وأرجو أن تحدد كمية الماء، لا تتوضأ من الماسورة أو الحنفية مطلقاً، خذ كمية محددة من الماء ولا تعد الوضوء مطلقاً، وبالتدرج سوف تجد أن ذلك -إن شاء الله- قد اختفى منك، أي هذه الوساوس التي تنتابك.

أما بالنسبة لإغلاق اسطوانة الغاز عدة مرات، فأرجو أن تذهب وتجلس بالقرب من اسطوانة الغاز، افتح الاسطوانة ثم ركز تركيزاً شديداً وأغلقها مرة واحدة وقل لنفسك: لقد أغلقتها، لقد أغلقتها، لقد أغلقتها، لن أقوم بالتأكد مرة أخرى، كرر ذلك عدة مرات، سوف تجد إن شاء الله أن الأمور قد أصبحت أفضل مما تتصور.

إذن: فالمبدأ الأساسي في علاج هذه الوساوس هو مقاومتها وتحقيرها، وعدم اتباعها، والقيام بأعمال مخالفة لها.

لا شك أن العلاج الدوائي يعتبر علاجاً ممتازاً وفعّالاً لعلاج الوساوس، والعلاج الدوائي حين يكون مصحوباً بالعلاج السلوكي يؤدي إلى نتائج باهرة، ويتميز العلاج السلوكي بأنه يمنع الانتكاسات، أما العلاج الدوائي لوحده فالإنسان قد يشفى أو يتحسن ولكن حين يوقف الدواء ربما ينتكس، لذا عليك بالعلاج السلوكي إضافة للعلاج الدوائي.

الزيروكسات يعتبر من الأدوية الجميلة والفعّالة جدّاً، ولكن الجرعة التي ربما تحتاجها هي حبتين في اليوم – 40 مليجرامات – ولا بد أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر على الأقل، يعاب على الزيروكسات أنه ربما يكون مكلفاً بعض الشيء، وأنت ذكرت أن لديك ظروفاً مادية، ونسأل الله أن يفرج عنك يا أخي.

إذا صعب عليك الحصول على الزيروكسات بمعدل حبتين في اليوم، فيمكن أن تنتقل إلى علاج آخر يعرف باسم فافرين، حيث أنه أرخص، ويتميز بأنه علاج ممتاز جدّاً في علاج الوساوس، كما أنه لا يسبب أي صعوبات جنسية مثل الذي تحدث مع الزيروكسات في بعض الأحيان.

جرعة الفافرين هي 50 مليجراماً في البداية، تؤخذ ليلاً، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة بعد أسبوعين بمعدل 50 مليجراماً أيضاً حتى تصل إلى 250 مليجراماً في اليوم، استمر على هذه الجرعة، ويفضل أن تأخذها مجزأة، خذ 100 مليجراما في الصباح، و150 مليجراماً ليلاً، أو يمكنك أن تتناول 200 مليجراما ليلاً و50 مليجراماً في الصباح، لا بد أن تأخذ العلاج بصفة متواصلة لمدة ستة أشهر، وهذا أمر هام جدّاً، بعد ذلك يمكن أن تخفض العلاج بواقع 50 مليجراما كل شهر حتى تتوقف عنه، ولا تنسى دائماً الارتباط بالعلاج السلوكي.

كما ذكرت لك، لا مانع أن تستمر على الزيروكسات، ولكن إذا لم تستطع الحصول عليه فيمكنك أن تغيره إلى الفافرين.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً