الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الآثار الناتجة عن فرط جرعة من دواء (ديفيدو) والمخاطر المترتبة عليها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت أعاني من ألم في ظهري، وقال لي الطبيب لديك ضعف في أربطة الظهر، فأعطاني حبوب ديفيدو وحبوباً أخرى وكريم.

المهم أن (ديفيدو) مرة واحدة في اليوم لمدة أسبوع، لكني لإهمالي تناولته 3 مرات لمدة يومين، وفي اليوم الثالث مرتين.
بمعنى 3 مرات في اليوم الأول، 3 مرات في اليوم الثاني، مرتين في اليوم الثالث، ثم تنبهت إلى ورقة الدواء وقرأت أعراض زيادة الجرعة، منها الدوخة والأعراض المعدية المعوية، واختلال بسيط في الوعي، وتعب العضلات.
حدثت لي هذه الأعراض في اليوم الأول، وظهرت لي حبوب في منطقة الجبهة، ثم خفّت، لكن المعدة ما زلت أسمع بها أصواتاً، وبعد ثلاثة أيام التهبت حليمات التذوق في لساني كلها وتغير لونها، وأصبحت أشعر بألم عند تناولي الطعام، لكنها عادت إلى طبيعتها ـ والحمد لله ـ وتشققت شفتي بصورة ملحوظة كأخاديد صغيرة (وأنا أعاني من تشقق الشفة منذ زمن طويل لكن ليس كالذي حصل).

السؤال: أشك في أن كليتي أصابهما شيء بعد تناولي لهذا الدواء الزائد، فهل تنصحني بالذهاب لطبيب والكشف؟ أم أن هذا تضييع للوقت؟ والذي بي سوف يذهب تدريجياً؟ علماً بأن لون البول - أكرمكم الله - أصبح أقل صفرة وأقل تركيزاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا داعي للقلق، فالجرعة التي أخذتها حتى ولو كانت عالية فإن الجسم سيطرحها، وكل شيء سيعود كما كان، فالمدة 3 أيام من تناول هذا الدواء هي قصيرة والجرعة يمكن تحملها، خاصة وأنك لا تزال فتياً وليس عندك أي أمراض داخلية مثل قصور الكبد والفشل الكلوي.

ما ننصح به هو إجراء تحليل دم بسيط لمعرفة الكريات البيضاء والحمراء والهيموغلوبين والصفيحات (Cbc) وكذلك وظيفة كل من الكبد والكلية، ونتوقع أن تكون كلها ضمن الحدود الطبيعية وهي تحاليل غير مكلفة.

إن تناول بعض الأدوية أو المواد السامة والتي تؤذي الكلية والكبد وتسقط الشعر كما هو الحال في أدوية السرطان، لها تأثير مؤقت ولكن المشكلة في تكرار الخطأ أو امتداد فترة تناول الدواء خلاف القواعد الصيدلانية.

إن ظهور الأعراض الجانبية هو دليل عدم احتمال، وليس دليل ضرر مؤكد، وإن عودة الجسم لطبيعته وزوال هذه الأعراض يطمئن أن الكلية ليست مصنوعة من ورق، بل هي آية في الإبداع الرباني، فهي عضو حيوي يعمل ليل نهار، ويطرح السموم، وليس من المنطق أن يخرب بسهولة، ولكنه إن أصابه التخريب والتلف يصعب استبداله بنسيج بنفس الحيوية، فعلينا أن نحافظ عليه لأنه عضو نبيل.

ختاماً اطمئن الآن أكثر، واطمئن لزوال الأعراض، ولا تعد للخطأ، والحمد لله على السلامة (ولا تسلم الجرة في كل مرة).
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً