الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أستطع التخلي عن محادثة الفتيات عبر النت..ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً وقبل أي شيء: أشكركم جزيل الشكر على هذا المجهود الكبير الذي تقومون به، وربنا هو القادر على أن يجازيكم على هذا العمل الخيري الذي يفوق كل تصور.

أنا شاب أبلغ من العمر (23 سنة)، ما زلت أدرس، في بداية الأمر اقتنيت الحاسوب والنت على أساس المذاكرة، ولكن مع مرور الزمن تعرفت على مواقع للشات، ومنها تعرفت على العديد من النساء، أغلبهن يخفن الله؛ إذ أن موضوعاتنا متعلقة إما بالدين أو الدراسة، وفي يوم عرفني أحد أصدقائي على فتاة تقطن في مدينة غير التي أنا فيها، وعند تحدثي إليها وجدت أنها من عائلة محترمة وتخاف الله، وفي يوم قلت لها إنني إذا وجدت نفسي قادراً على تحمل المسئولية سآتي عند أهلك لأطلب يدك منهم، لكن إذا تقدم أحدٌ لخطبتك فبادري بالزواج منه؛ لأنني لا أعرف ماذا سيقع في المستقبل فوافقت.

هي ما زالت تتكلم مع صديقي، وهناك أيضاً شاب تتكلم معه طلب منها الزواج، وفي يوم وجهت لها سؤالاً: إذا أتيت لمدينتك هل تخرجين معي بعلم أمك، فوافقت.

أنا كذلك ما زلت أتكلم مع مجموعة من الشابات، لكن في حدود، ونفسيتي ليست مرتاحة لهذا الأمر، في كل مرة أقرر أن أقطع كل الاتصالات، لكن دون جدوى، وأعاود الكرة! لم أستطع التخلي بالرغم من أني أريد التغيير وتنظيم وقتي، وأن أكون إيجابياً، لكن لم أوفق في هذا، وأعرف أن الشيطان يزين لي هذه الاتصالات ويسوغها لي بنية الزواج، والسبب الذي يجعلني أرجع لهذه الاتصالات هو الوحدة والضيق؛ مما يجعلني أبحث عن أصدقاء جدد.

سؤالي: هل أستطيع أن أبقى في اتصال مع تلك الشابة، أم أبدأ صفحة جديدة من الصفر، لكنها ستكون صعبة شيئاً ما؟ وما هي الوسائل الناجعة لتخطي هذه الخطوة؟ وبماذا أعوض نفسي وأشغلها كي لا تفكر وتعاود الكرة من جديد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك ويلهمك رشدك وطاعة مولاك، فإنك الآن تحت الصفر، بل إنك تعيش حياتك بالسالب وتجلب لنفسك العار والمثالب، وتعصي ربك بارتكابك للمعائب، وكيف تترك الذكر؟ وبئس علاقة قد تجلب لك المصائب، ومتى كان الإنترنت مكاناً لتلاقي الصالحين من الأحباب؟ وكيف تأمن فتاة تكلمك وتحادث غيرك، إنها والله العجائب!

ولا شك أن الإنصاف والدين يمنعنا من إساءة الظن بالمؤمنين وتعميم سوء الظن على الناس أجمعين؛ فقد نجد في الإنترنت صالحات وصالحين، ولكن العاقل من يتعظ بغيره، والشقي من يجعله الله عبرة لغيره، وإن الإنسان ليمتلئ بالعجب من سرعة سقوط الضحايا في عالم الإنترنت، فبعد كلمات مرتبة وعبارات لطيفة يزعم الفتى أنه أحبها، وتقول الفتاة لقد تعلقت به، دون أن ترى شكله أو تعرف نسبه وأهله وعمله!

وإذا علمنا أن الغالبية تمثل وتظهر بالصورة التي يريدها الطرف الآخر، والشباب متخصصون في اصطياد الضحايا، والغواني يغرهن الثناء، والفتاة تتأثر بالكلام، فإذا سقطت في حباله وسجل أقوالها طلب المقابلة، فإن رفضت هددها، وإن وافقت كانت الكارثة، والسلامة لا يعدلها شيء!

وليت الشباب عرفوا أن طلب الزواج من خلال الإنترنت يدل في الغالب على فشل في العلاقات الاجتماعية، أو هروب من سمعة رديئة، وإلا فكيف نتصور أنه يوجد شاب لا يجد في أهله ولا في جيرانه ولا عند أصدقائه ولا في منطقته فتاة ليختارها، حتى يبحث عن طريق الإنترنت؟!

ونحن نشكرك على أنك تتكلم بحدود، ولكننا نذكرك أن الشيطان يستدرج ضحاياه، بل ربما كانت بدايات بعضهم الدعوة إلى الله ثم يحصل السقوط؛ ولذلك نهى رب العزة والجلال عن اتباع خطوات الشيطان الذي يزين المنكر والعصيان.

وأرجو أن تكون بداية التصحيح بإيقاف تلك العلاقة مع الفتاة ومع غيرها، وأشغل نفسك بدراستك، واتخذ لنفسك أصدقاء من صالحي الرجال، وأشغل نفسك بطاعة الكبير المتعال، وإذا لم تشغل نفسك بالخير والحق شغلتك نفسك بالباطل والشر. فواظب على صلاة الجماعة وأكثر من اللجوء إلى من يجيب الدعاء، وغض بصرك، واحفظ فرجك، وراقب ربك، واجعل جهازك في صالة مفتوحة، واجعل كتاباً جليساً لك؛ فإنه صديق لا يمل وصاحب لا يغش.

وأرجو أن أسمع عنك الخير، وأنا في الحقيقة سعيد بك وبسؤالك الذي يدل على أن لك نفساً طيبة تلومك على الخطأ، فاحرص على تنمية روح الخير في نفسك، وأشكر لك صراحتك وأعتذر لك، وإن كان في الكلمات قسوة فإنها نفس أب يخاف على أبنائه، وينتظر منهم أن يكونوا حماة للدين، وحراساً للعقيدة، وأمناء على الأعراض.

وأكرر لك شكري، وأتمنى لك التوفيق والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً