الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الأهل خطبة فتاة تصغرني سناً

السؤال

أنا شاب صالح -بإذن الله عز وجل-، وأرجو من الله أن يثبتني على ذلك، تعرفت على شابة صالحة من الجيران، من أسرة عريقة ومتدينة، ولكن عمرها ما زال صغيرا بالنسبة لي، ولكن أنا منذ طفولتها أربيها، فعندما أغضب منها تصبح في حالة صعبة، يعني لا تريدني أن أغضب منها أبداً.

وأنا والله ثم والله حلمتها عدة مرات أنها زوجتي، حيث في الحلم تزوجتها وهي عمرها 17 سنة، وأنا عمري كان 31 سنة، وعمرها الآن 12 سنة ونصف، أقسم بالله أني أريدها من كل قلبي، ولكن فارق الزمن جعلني حائرا في أمري، مع العلم أني فاتحتها في موضوع الزواج وكانت فرحة جداً، وقالت لي: ليس لدي أحد غيرك فلا تتركني! ولو تركتني سوف أقتل نفسي.

وقد فاتحت أخاها في هذا الموضوع - وهو أكبر منها ب 4 سنوات - وكان موافقا، وكذلك فاتحت أهلي، وهنا المشكلة أنهم لم يوافقوا بسبب أن أمها صعبة، والبنت ما زالت صغيرة، وأقسم بالله أني أجتمع بها في كل 4 أشهر مرة بعلم أخيها، ويدور بيننا حديث لا أكثر، نعزز علاقتنا ببعضنا دون علم أهلي.

ووالله إني أريدها زوجة لي، ولكن أهلي لا أعرف كيف أرضيهم، وكذلك أبوها لا أستطيع أن أخبره في هذا الوقت بالذات لأسباب شخصية، وأقسم بالله أن البنت تمشي برأيي أنا أكثر من رأي أهلها، وتطبق كل ما أطلبه منها بالحرف الواحد في حدود الشرع، فأفيدوني ماذا أفعل وجزاكم الله عنا كل خير؟

مع العلم أن عقل الفتاة في هذه المرحلة يكون خفيفا نوعاً ما، فهل بعد سنوات سوف أشاهدها فتاة أخرى أم ماذا؟

أفيدوني جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر لك ذنبك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

فإنه (ليس للمتحابين مثل النكاح)، ولا ذنب للفتاة في أخلاق وصفات أمها، إلا إذا تشبهت بها، والرجل هو الذي يختار شريكة حياته، وليس أهله، ولكن حبذا لو استعطت أن تجمع بين حسن الاختيار وإرضاء والدتك، وقبل ذلك رضى ربك القهار.

وأرجو أن تجد من العمات والأخوال من يستطيع إقناع والديك، وأرجو أن تزيد في برك واهتمامك بوالديك، وأكثر من التوجه إلى من يجيب من دعاه.

ونحن نتمنى أن تحسم الأمر مع أسرتك، وتحاول إقناعهم قبل أن يعلموا بعلاقتك بها وجلوسك معها، كما نتمنى أن يكون جلوسك فقط للضرورة القصوى، وبحضور أخيها، لا بعلمه فقط، مع أننا لا نحبذ مثل هذه الجلسات.

ونتمنى أن يسارع الشباب إلى إكمال مراسيم الزواج، فإن في ذلك سلامة للدين وإبعاداً للتوتر في أسرة الفتاة، وعوناً على تحقيق السعادة والهناء، بعد حصول الرباط الشرعي، وذلك لأن علاقة فترة الخطوبة ليس فيها كبير فائدة، فهي قائمة على المجاملات وإظهار الحسنات وإخفاء السلبيات، مع أن هذه الفتاة لا تزال أجنبية عنك، فهي ليست مخطوبة، وهل الخطبة نفسها إلا مجرد وعد بالزواج لا تتيح للخاطب الانفراد بمخطوبته ولا الخروج بها.

ولعل من الحكمة إيقاف هذه العلاقة، حتى تعرف وجهة نظر والدها، وتحاول إرضاء والديك وتعد نفسك للزواج، وأرجو أن تتوقع كل الخيارات والتطورات، وقد تجد فتاة أقرب منك سناً، وأرضى لوالديك، حتى تتمكن من التوفيق بين زواجك وإرضاء والديك.

ونوصيك بتقوى الله، وأشغل نفسك بما يرضيه، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً