الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حيرة الفتاة في قبول الزواج بشاب صالح غير موظف

السؤال

لقد تقدم شاب لخطبتي، ملتزم وذو أخلاق عالية، حتى أن أمه ملتزمة، لكنه غير موظف، مع العلم أني استخرت الله وارتحت له والحمد لله.

فبماذا تنصحونني؟ هل أرفضه وهو شاب صالح أم أوافق وهو غير موظف؟ فأرجوكم أنا في حيرة شديدة جداً، وأحتاج لردكم بسرعة وفي أقرب وقت.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ متسائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن صاحب الدين مكسب عظيم، والأرزاق بيد الله، وليس في عدم وجود العمل عيب إذا كان الإنسان عنده استعداد للبحث واتخاذ الأسباب، ولو أننا توكلنا على الله حق التوكل لرزقنا كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً.

وقد أسعدتني مسارعتك للاستخارة، ولن تخيب من تستخير ربها وتستشير إخوانها، وإذا حصل الارتياح وكان الحال كما وصفت، فلا تفرطي في صاحب الدين، وشجعيه على البحث عن عمل، واكثروا من الاستغفار والصلاة على النبي المختار، وقد قال ربنا القهار: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا))[نوح:10-12].
ولا داعي للانزعاج، فإن الله يعين طالب النكاح، ألم يقل ربنا الفتاح:
((إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ))[النور:32]، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: (التمسوا الغنى في النكاح). وكم من رجل تزوج وهو لا يملك شئياً، ثم فتح الله عليه الأبواب.

واعلمي أن طعام الواحد يكفي الاثنين، وأننا ما كلفنا بتوفير الأرزاق، ولكننا كلفنا ببذل الأسباب، قال تعالى: ((فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ))[الملك:15]، وقال سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم: ((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى))[طه:132]
فلا ترفضي هذا الشاب، وتوكلي على الكريم الوهاب.

وأرجو أن نسجل كل شكرنا وفخرنا بفتيات يحرصن على صاحب الدين، ويلتزمن بوصية رسولنا الأمين، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك الناصحين، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يوسع في رزقكم، وأن يلهمكم السداد والرشاد.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً