الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشخيص ضعف التركيز وقلة الانتباه وتشتت الفكر وعلاج ذلك

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاماً، على وشك الارتباط، مشكلتي هي ضعف التركيز، وقلة الانتباه، وقد ارتبطت بداية بمشاكل عاطفية فبدأت بالسرحان ثم توقفت، والآن رجعت لي مرة ثانية منذ ثلاثة أشهر تقريباً، وتحدث عندما أكون محبطة، وحزينة، ومتضايقة، وخصوصاً مع المشاكل العاطفية.

وأبرز الأعراض:
أنني لا أستوعب بسرعة ما يحدث حولي، ويمكن أن أحتاج من يشرح لي ماذا يحصل حولي لأفهم، أحاول أن أركز لكن بسرعة يتشتت انتباهي، وأضيع بسرعة، أكون مبسوطة وفجأة ينقلب الوضع وأصير ضائعة، وأحياناً أكتئب بسرعة، وأبتدئ أنسى التفاصيل، وأضيع، ويتشتت تفكيري بسرعة لدرجة أني لا أقدر على التركيز.

فأرجوكم ساعدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ م. أ حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فضعف التركيز وقلة الانتباه، وتشتت الأفكار وتطايرها، والشعور بالعجلة في الأمور، دائماً هي من الأعراض الأساسية للقلق النفسي، ومثل هذا القلق يكون سمة من سمات الشخصية، بمعنى أن هنالك نواة تكوّن القلق، وهذه النواة تكون أكبر أو أكثر تأثيراً لدى بعض الناس، لذا يكون الإنسان أكثر قلقاً وتوتراً في بعض المواقف.

أيتها الأخت الفاضلة: أرجو أن أؤكد لك أنك لست بمريضة، إنما هذه مجرد ظاهرة نفسية، وإن كانت مزعجة في بعض الأحيان، نصيحتي لك هي:

أولاً: أن تنظمي وقتك، يجب أن يكون هنالك وقت للراحة، ووقت للقراءة، ووقت للتواصل، ووقت للعبادة ... وهكذا، إذن: تنظيم الوقت هو أول متطلبات التغلب على القلق.

ثانياً: حين تكونين مشغولة بشيء وتعتقدين أن هذا الشيء لا جدوى منه، في نفس اللحظة يجب أن تفكري في فعل شيء آخر يكون أكثر فائدة لك، والمقصود هنا استبدال المادة أو الظرف الذي أدى إلى حدوث القلق وقلة التركيز وتوجيهه إلى نشاط ذهني آخر يكون أكثر فائدة ولا يسبب قلقاً.
على سبيل المثال: إذا قلت أنا أريد أن أنظم أو أرتب المنزل، بالرغم من أن هنالك أشياء أهم من ذلك، فعليك أن تحددي هنا جدول الأسبقية، ثم تقومي بتنفيذ الذي ترينه أهم، ولا تهتمي بترتيب أو تنظيف البيت في هذه اللحظة، هذا إن شاء الله يقلل من القلق إلى درجة كبيرة.
ثالثاً: عليك دائماً أن تكوني صريحة في التعبير عن نفسك وتكوني منفتحة، لا تتركي الأشياء الصغيرة تتراكم في داخل نفسك، مما يزعجك ويسبب لك القلق والتوتر.

رابعاً: هنالك ما يعرف بتمارين الاسترخاء، وقد وجد أنها وسيلة ممتازة وفعّالة جدّاً لإزالة القلق النفسي والتوتر النفسي، هنالك أشرطة وكتيبات كثيرة والحمد لله موجودة بالمملكة العريبة السعودية، يمكنك من خلالها تعلم عمل هذه التمارين، وهذه التمارين تتمثل في تمارين التنفس والتأمل واسترخاء العضلات.

خامساً: أنت مُقْدِمة على ارتباط وزواج بإذن الله تعالى، وهذا شيء مفرح، ولابد أن يتحول كل تفكيرك ليكون أكثر إيجابية، لأنك مقدمة على سنوات -إن شاء الله- فيها الكثير من السعادة، ولكنها بالطبع تتطلب المسئولية والمثابرة.

سادساً: أود أن أنصح لك بأحد الأدوية التي تعالج القلق بدرجة كبيرة، هذا الدواء يعرف باسم فلونكسول، وجرعته هي نصف مليجرام – حبة واحدة – ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم اخفضيها إلى حبة واحدة لمدة شهر، ثم توقفي عنها.

لا شك أن ممارسة الرياضة تفيد كثيراً، ولابد أن تثبّتي وقت النوم الليلي، هذا شيء مهم جدّاً، ويا حبذا لو تناولت بعض الحليب الدافئ قبل النوم، وبالتأكيد -إن شاء الله- أنت من الحريصين جدّاً على الأذكار، خاصة أذكار النوم.

أسأل الله لك التوفيق، وتأكدي أن موضوعك بسيط جدّاً، وباتباع الإرشادات السابقة سوف تتحسنين كثيراً.. وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر djaafare siari

    شكرا على هده المعلومات واسال الله لي ولك التوفيق ان شاء الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً