الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الطريقة الأفضل للدعوة إلى الإسلام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا لكم على جهودكم في الإرشاد والهداية.

أنا أعاني من شلل الأطفال، وأمارس العلاج الفيزيائي عند معالج غير مسلم، فقد سبق وأن تعالجت عند معالج مسلم، ولكني لم أجد التحسن مثلما عند هذا الشخص، فهو مهذب.

ولكني من خلال علاجي عنده فاتحته في الحديث عن الإسلام، فكان جوابه: أنه لا يقدر أن يسلم؛ لأن والده رجل خوري ومتمسك بدينه، ويخاف أن يعرف، ومن جهة أخرى ومن خلال النقاش معه يقول: بأنه لا فرق بين ديننا ودينهم، وأنه لا يستطيع أن يلتزم بالإسلام؛ لأنه لن يستطيع أن يلتزم بأداء الصلاة، فأنا أقول له: أسلم أولاً حتى وإن لم تصل، فأنا ألاحظ أنه يتقبل النقاش، ودائماً يسألني أسئلة كثيرة.

أريد منكم مساعدتي وإرشادي بكيفية إقناعه وجعله يدخل في الإسلام، وهو يقول لي: أريد أسبابا قوية تقنعني.

أفيدوني جزاكم الله الخير، وهل في علاجي عنده ذنب؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة / Nous حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله لك الشفاء والتوفيق والسعادة والهناء، فقد أسعدني حرصك على الدعوة إلى الله ونشر الإسلام رغم الأسقام، ولن يضيع أجرك عند ربنا البر الرحيم القدوس السلام، وأرجو أن يمتعك بالعافية، وأن يحسن لنا ولك العاقبة.

كم تمنينا أن نجد فتياتنا من الطبيبات المسلمات من يرفعن عنهن الحرج الذي يحصل بدخولهن على الأطباء من الرجال، وليت القائمين على إمارتنا انتبهوا لهذا بدلاً من ترك البنات يزاحمن الأولاد على كليات لا تصلح للرجال؛ لما فيها من المشقة والأسفار، ولأنها مجالات يقابلن فيها الرجال.

وإذا عدمت السلطة الطبية الطبيبة المسلمة، فلا مانع من طلب العلاج من الرجل المسلم الموثوق، شريطة أن لايخلو بها، بحجة العلاج عند الأطباء، فإن لم تجد ولم ينفع العلاج، فلا مانع من البحث عن العلاج عند الأطباء غير المسلمين، مع اصطحاب الشروط المذكورة أعلاه، بالإضافة إلى إظهار عزة الإسلام، وتستر أهله، وعفة لسانه.

وأنت مشكورة، وأرجو أن تكوني مأجورة على دعوته للإسلام، ونتمنى أن يواصل المهمة أحد الرجال بعد أن يستفيد من تجربتك وخطواتك معه، ولا تقصري أيضاً إذا وجدت فرصة تظهرين بها جمال الإسلام، ولا يخفى عليك أن الرجل يتأثر بأمثاله، كما أن المرأة تنجح في دعوة أخواتها.

ونحن ننصحك بالحرص على طلب المساعدة ممن تعرفين من الدعاة الأخيار، ولا بأس من جلب كتب تتحدث عن الإسلام، مع ضرورة مراعاة ظروف وأحوال ذلك الطبيب، فإن ترك دينه الباطل ليس بالأمر السهل؛ لأنه قد يخسر أهله وأسرته.

ونسأل الله أن يكتب له الهداية، ولك الشفاء والسداد، وكثر الله في أمتنا من أمثالك.
والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً