الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتباط الصداع النصفي بالاكتئاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عانيت كثيراً جداً من هذا المرض، (الحمد لله)، حيث إن الأعراض التي تصاحبني مع هذا المرض بدأت منذ حوالي 8 سنوات، وهي اضطرابات في النوم وصداع نصفي (شقيقة)، قد تكون أوقاتاً بنوبات خفيفة، وأوقاتاً تكون نوبات شديدة جداً، وكثرة التفكير، وانشغال الدماغ المستمر بدون وجود داعي للتفكير، والشعور باليأس والإحباط، وأوقات يكون شعوراً سيئاً لحد الاكتئاب، وأعراض عضوية، مثل الإمساك أو الإسهال.

والشعور بأني بحاجة للذهاب للحمام في الأوقات الحرجة، وقلة الشعور بالشهوة، وفي السنة الأخيرة ظهرت أعراض جديدة، وهي تلازمني إلى الآن، وهي الدوخة والتي تكون في أوجها في فترة الظهر، يكون تأثيرها أكبر عندما أكون واقفاً للصلاة أشعر بأنني سوف أسقط على الأرض، أو عندما أكون بالسوق أشعر بتعب شديد ودوار، وقد تزيد كل الأعراض السابقة أو تنقص حسب المتاعب والمشاكل التي أمر بها في حياتي.

والغريب في الموضوع أن هذه الأعراض تزيد في فصل الربيع (لا أدري أن هنالك تفسيراً علمياً أو لا).
أما عن طبيعتي فأنا إنسان حساس وعاطفي جداً، وأتفاعل مع الأحداث بشدة، كنت أراجع طبيب (عصبية) في الأردن، وقد كتب لي دواء آخذه عند الحاجة والشعور بهذه الأعراض، واسمه العلمي (Bromazepam)، وكل مرة أزور الطبيب في الإجازة الصيفية يعطيني دواء جديداً، ويكون من نفس التركيبة السابقة، ولقد شعرت بأن هذا الدواء هو ليس العلاج، وأنه مهدئ فقط (لا أدري)، لكن لم أرتح للأدوية التي أعطاني إياها هذا الطبيب، وفي آخر الأمر ذهبت إلى طبيب نفسي هنا بالسعودية، وشرحت له كل التفاصيل السابقة، فكتب لي دواء (Ludiomil 25)، وأنا الآن في يومي الثالث على هذا الدواء، أسأل الله أن يشفيني ويعافيني به وجميع مرضى المسلمين.

أرجو التكرم منكم بتوضيح نوع المرض الذي أعاني منه؟
وما هو العلاج (الدواء) لهذا المرض؟ وهل هنالك علاج نهائي مكتشف لهذا المرض والتخلص منه ومن أعراضه وبالأخص الدوخة؟
ولو كان هنالك علاج لهذا المرض هل لطبيعتي وصفاتي أي تأثير على المرض، وأنه من الممكن أن يرجع لي هذا المرض بعد شفائي؟
وأخيراً سمعت بأن هناك تخصصات جديدة غير علم النفس من الممكن أن تغير سلوكي وطباعي، وبالتالي شفائي من المرض مثل (البرمجة اللغوية العصبية Nlp)؟

أنا متأسف جداً على الإطالة، لكن والله إني تعبت جداً من هذا المرض، أسأل الله أن يعافيني ويشفيني وجميع المسلمين، ويكتب لكم الآجر والثواب، اللهم آمين، وشكراً جزيلاً، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مازن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن الأعراض التي ذكرتها هي في الحقيقة تدل على وجود اكتئاب نفسي، وارتباطه بالصداع النصفي معروف، فهنالك علاقة كبيرة بين الصداع النصفي أو الشقيقة والاكتئاب النفسي، والاكتئاب النفسي يؤدي بالطبع إلى شعور بالإحباط وشعور باليأس، كما يؤدي إلى أعراض جسدية مثل الإمساك والإسهال؛ لأنه يؤثر سلباً على وظائف القولون، ويعرف ذلك عند عامة الناس بما يعرف بالقولون العصبي، كما أن الدوخة هي أيضاً في كثير من الحالات تكون مرتبطة بالوساوس والاكتئاب النفسي.

والشعور بأنك سوف تسقط على الأرض هو حقيقة جزء من فقدان الثقة بالذات أو بالنفس، والذي يكون أيضاً مصاحباً للاكتئاب النفسي، والذي ربما يتولد عنه نوع من المخاوف الثانوية تؤدي أيضاً إلى هذا الشعور، إذن يا أخي هذا هو التفسير العلمي لما أنت تعاني منه.

وحقيقة الدواء الذي أعطي لك في الأردن وهو البرومزبام، والبرومزبام ينتمي إلى مجموعة البنزودزبينز، هو في الحقيقة يعتبر مهدأ ومسكنا ومزيلا للقلق، ولكنه لا يساعد كثيراً في علاج الاكتئاب، ويمكن استعماله عند اللزوم فقط.

أما الدواء الثاني وهو اللوديميل والذي أعطاه لك الطبيب في السعودية هو بالطبع من الأدوية الجيدة والفعّالة جدّاً لعلاج الاكتئاب والقلق والتوتر، وأرى أن هذا الدواء إن شاء الله سوف يفيدك كثيراً، ربما تحتاج إلى زيادة في الجرعة ويفضل أن يكون ذلك بعد أسبوعين من بداية العلاج، والجرعة المطلوبة هي 50 مليجرام ليلاً، هذه جرعة تكون أكثر فاعلية في مثل حالتك، وسوف تؤدي إلى تحسن كثير في النوم وإزالة القلق والاكتئاب، ومن ثم إن شاء الله الصداع النصفي.

وهنالك أيضاً بعض التحوطات التي لابد أن تراعيها، خاصة في علاج الصداع النصفي، وهي أن تبتعد عن الأجبان وشرب القهوة والحلويات خاصة الشكولاته؛ لأن هذه المركبات تحتوي على مادة تعرف باسم تيرمين، والتيرمين هو من المثيرات الحقيقية للصداع النصفي، فيا أخي أرجو أن تحتاط في الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على هذه المادة، والتي ذكرتها لك سابقاً.

لابد لك يا أخي أيضاً من التفكير الإيجابي، وأنت ذكرت عن البرمجة اللغوية العصبية الـ Nlp، والـ Nlp هي حقيقة دعوة لنوع من العلاج السلوكي، يقوم على أن نتقيد بما هو إيجابي، وأن نستعمل طاقاتنا النفسية لدرجة فعّالة أو لدرجة قصوى، وبهذه الطريقة نستطيع أن نقلل من السلبيات، هي علاج أنا أعتقد أنه جيد، ولكن لا داعي لأن تذهب وتحضر كورسات -كما يفعل البعض– لأنها لا تفيدك كثيرة حقيقة.

المبدأ العام بالنسبة للبرمجة اللغوية العصبية هو أن نغير السلوك السلبي إلى سلوك إيجابي، ويتم ذلك دائماً بأن يتذكر الإنسان إيجابياته ويسعى لترسيخها وتدعيمها، وأن يؤمن الإنسان بمقدراته وأنه يمكن أن يتغير.

حقيقة بالنسبة للدواء –كما ذكرت لك– اللودميل هو العلاج الجيد، وأريد أن أضيف دواء آخر يعتبر داعماً له ولفترة قصيرة؛ هذا الدواء يعرف باسم دوجماتيل، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح وكبسولة واحدة في المساء، والكبسولة تحتوي على 50 مليجرام من الدواء، أرجو أن تتناوله لمدة شهرين، ثم توقف عن علاجه، أما اللودميل فأنت تحتاج لتناوله على الأقل لمدة ستة أشهر، وأنا على ثقة كاملة أن طبيبك سوف يسدي لك النصيحة اللازمة في هذا السياق.

أتمنى يا أخي أن يكون هذا الدواء علاجاً لك، وألا تكون يائساً أو متشائماً، وحقيقةً الإنسان يمكن أن يشفى تماماً إذا فكر إيجابياً، لا شك أنه لديك بعض الاستعداد لأن تصاب بالاكتئاب، ولكن الالتزام بالدواء والتفكير الإيجابي، وتفويت الفرصة على الاكتئاب –كما يقولون– يجعله إن شاء الله لا يعود لك مرة أخرى.

لا شك أن طبيعتك وشخصيتك تلعب دوراً أو نوعاً من الاستعداد لهذه الحالة كما ذكرت لك، ولكن إن شاء الله بالعزيمة والتصميم والتقدم في العمر إن شاء الله، لن تصاب بأي انتكاسات أخرى بإذن الله تعالى.

أود أن أكرر لك أن الدوجماتيل الذي وصفته لك يعتبر علاجاً فعّالا جدّاً للدوخة وللإمساك والإسهال الذي ينتابك كجزء من اضطراب القولون العصبي.

أخيراً أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً