الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابت أخي حمى شديدة وأصبح يتصرف كالأطفال وظهرت عليه تصرفات أخرى غريبة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذه الشبكة المفيدة، والشاملة لجميع جوانب ديننا الحبيب.
أود استشارتكم عن حالة أخي المرضية، فهي بدأت من 18 - 3 -2006
بارتفاع شديد في الحرارة، واحتقان في البلعوم، واستمر معه حول أسبوع، ثم نقل إلى التنويم في المستشفى المركزي، ونام هناك لمدة 5 أيام.

ومن الأعراض التي كانت تبدو عليه تصرفاته، وحركاته، كحركات الأطفال، مع أنه في الرابعة عشرة من عمره، وكان يتصف بالذكاء، والشجاعة، وميله للعب بالدراجات النارية.

وبعد 5 أيام أخرج من المستشفى؛ لأن حرارته قلت، وعادت لوضعها الطبيعي، لكن تركيزة وتفكيره لم يعد إلى طبيعته، فهو ولمدة شهر ونصف لم يذهب إلى المدرسة، ثم نقل إلى العلاج في الأردن؛ لعمل الأشعة والفحوصات هناك، وكانت الفحوصات سليمة، لذا حول لتلقي العلاج في العيادات النفسية، وكان تحليلهم للموضوع أن الولد يعاني من مرض نفسي.

تلقى العلاج النفسي هناك، وعلى حسب قولهم أن العلاج يطول، ومدته 3 أشهر حتى يعود إلى وضعه الطبيبعي، وبعد أسبوعين من السفر عاد إلى البحرين، نام الليل ونهض في النهار، وعاد إلى طبيعته مع العلاج (دليل على استجابته للعلاج!) وذهب إلى المدرسة، وكان سعيداً جداً، وكان يتذكر جميع ما حل به في فترة المرض.

ولكن بعد أسبوع من الفرح بشفائه ذهب مع مجموعة من أصدقائه للعب الكرة، وكان الوقت وقت المغرب، وعندما عاد أصبح يشتكي من ألم في رأسه، وفي اليوم التالي اشتد عليه الألم، وعاد إلى حالته السابقة، وهي عدم التركيز، وحركات الأطفال حين، وفي حين آخر يميل إلى لمس أخواتي، وتقبيلهن ( ومن المخيف أن طفل وعمره 14 سنة يفعل هذه الحركات).

أخذناه إلى شيخ دين في المنطقة لقراءة القرآن عليه، وكان تحليله أن الولد مصاب بعين، وشيخ آخر قال: مسحور، وشيخ آخر وهو الذي يقرأ عليه حالياً يقول أن به مساً، وأن شخصاً ساكن فيه، وهو رجل، وهو الذي يفعل هذه الأشياء ( ميله إلى النساء ).

ونحن الآن في حيرة من الأمر عن علاجه؛ لأنه لم يتم تشخيص ما به تشخيصاً مؤكداً.
أنا آسف على الإطالة، ولكن أطلب منكم المشورة والمساعدة، يا أهل الخير، والعائلة تفكر في أخذه إلى العمرة، ولكن لا نعرف أسماء وأرقام الشيوخ الذين يمكن اللجوء إليهم للمساعدة في علاجه.

ولكم جزيل الشكر والقتدير على الموقع القيم. وأنا في انتظار ردكم في أسرع وقت ممكن. والله ولي التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فندعو الله ونسأله تعالى أن يمن على أخيك بالشفاء.

حقيقة هنالك علاقة وثيقة بين الإصابة بالحمّيات وارتفاع درجة الحرارة والتأثير على وظائف الدماغ لدى الإنسان، وأكثر المراكز التي قد تتأثر بارتفاع درجة الحرارة هي مركز الذاكرة ومركز العواطف والوجدان، وكذلك الفص الأمامي في المخ، وهو الذي يتحكم في ضوابطنا الاجتماعية.

والذي أراه أن هذا الابن –شفاه الله- حدث له شيء من هذه الإصابات الدماغية، وهي معروفة وتحدث لدى البعض مع ارتفاع الحميات، خاصة إذا كان السبب أحد الفيروسات القوية، ونشاهد مثل هذه الحالات أيضاً مع حمى الملاريا، وكذلك مع حمى التايفود، في الأماكن التي يكثر فيها هذا النوع من الحميات.

إذن: فاضطراب السلوك الذي يحدث لأخيك هو ناتج عن تأثير الحمى على الدماغ، وخاصة الصداع الذي أصابه بعد أن خرج ولعب كرة القدم، هذا يدل على أن أغشية المخ وخلاياه لم تشفَ بالصورة الكاملة من الحمى الأولى.

أنا يا أخي أؤمن بالسحر، وأؤمن بالعين، وأؤمن بالمس، ولكن لا أعتقد أن هذا هو الذي حدث لأخيك، أرى أنها مشكلة طبية حسب ما قمت بتوضيحه لك في صدر هذه الرسالة، ولكن نحن نشجع وندعو أن يتحصن الإنسان، ومن المطلوب أن يُقرأ على هذا الابن، يقرأ عليه من أحد الشيوخ العارفين والأمينين والصادقين.

نحن دائماً ندعو الإخوة المشايخ أن اقرؤوا على الناس وارقوهم، ولكن لا تشخصوا حالاتهم؛ لأن أغلب تشخيصاتهم –من خلال تجربتي- قائمة على أمور ظنية، والمعلومات الطبية الصادقة تقوم دائماً -إن شاء الله- على دلائل يقينية، هذا هو الذي أردت أن أوضحه لك.

ربما تسألني أن كل الفحوصات كانت سليمة، هذا سؤال جيد، والذي أود أن أؤكده لك، أن بعض إصابات الدماغ لا توجد أي وسيلة طبية لاكتشافها في الوقت الحاضر، خاصة الإصابات التي تتمثل في قلة الأوكسجين الذي ينتج عن ارتفاع درجة الحرارة، وحتى الصور المقطعية والرنين المغناطيسي لا تكتشف ذلك، هذا يكتشف فقط بالتحليل المجهري بعد وفاة الأشخاص المصابين بمثل هذه الحالات، ونسأل الله لأخيك الشفاء وطول العمر في العمل الصالح.

إذن: فالعلاج يجب أن يكون علاجاً طبياً وسلوكياً، هنالك دواء جيد يعرف باسم ريزبريدال، دواء معروف، وهو يساعد في مثل هذا النوع من اضطرابات السلوك، نعم هذا الدواء في الأصل يستعمل في علاج الفصام العقلي، ولكن وجد أنه أيضاً يساعد في اضطرابات السلوك المرتبطة بالإصابات الدماغية أياً كان نوعها، فأرجو أن يجرب هذا الدواء مع أخيك، والجرعة هي 1ملج فقط ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى 2 ملج، ويستمر عليها لمدة 5 أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى حبة واحدة لمدة شهر أو شهرين.

بجانب ما قلته لك، لا مانع أبداً من أن يعرض أخوك على أحد الأطباء في البحرين، وهنالك أطباء ممتازون كالدكتور أحمد الأنصاري، وهو متخصص في الطب النفسي للأطفال، وهو رئيس القسم بالبحرين، وهنالك الدكتور محمد خليل الحداد بكلية الطب بجامعة البحرين، وآخرون.

أسأل الله الشفاء لأخيك، وجزاك الله خيراً.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً