الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحركات الاهتزازية الروتينية عند الطفل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابنتي عمرها 6 سنوات، تعاني من خجل فظيع جداً، أي لا تلعب مع الأطفال ولا يلعبون معها، حتى في المدرسة تكون معزولة تماماً عن الأطفال، ولكن هذه ليست مشكلة ابنتي، قبل سنة من عمر ابنتي لاحظتها في غرفة نومها تعمل حركة أثارت غضبي، وهي جالسة على الأرض تهز جسمها بشكل سريع جداً، أي إلى الأمام والوراء، وهي فاتحة رجلها وتصب عرقاً بشكل كثيف، عملت هذه الحركة 3 مرات، وعاقبتها ولم تفعلها مرة أخرى.

ولكن بعد دخولها إلى المدرسة تفاجأت من المعلمة أنها تعمل هذه الحركة وبشكل كبير، أي عندما تدخل إلى المدرسة إلى أن تخرج تعمل هذه الحركة، وقالت المعلمة: لا تعملي أو توقفي، فتقف للحظة ثم ترجع مرة ثانية. عرضناها على دكتورة نفسانية، فقالت: هذه نفسية وتحتاج إلى وقت في علاجها وتحتاج رعاية وحب وحنان.

سؤالي: أريد حلاً لمشكلة ابنتي من فضلكم، هل هي حالة نفسية أم مرضية؟ وكيف أتعامل معها؟ وهل ستبقى معها إلى الكبر؟ أرجو منكم النصيحة والإرشاد. ولكم من الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هذه الابنة تُعاني من عرضين رئيسيين، هما: الانعزال وعدم التفاعل مع بقية الأطفال، والشيء الثاني: هو هذه الحركة التي نسميها بالحركة الطقوسية الروتينية .

هذه الحركات توجد أحياناً لدى بعض الأطفال، وتختفي تلقائياً، وقد اعتبرها بعض العلماء كمقابلات للوساوس، أي أنها مقابلات أو معادلات للوساوس القهرية، وهي تختفي تلقائياً، ويُنصح أن لا يركز عليها كثيراً، وأن يتم تجاهلها، وحين يبدأ الطفل في مثل هذه الحركة يمكن أن يلفت انتباهه بأن يقوم بحركة مخالفة تماماً، بأن مثلاً يطلب منه أن يحضر شيئاً ما من المطبخ وخلافه، أي أن نلفت نظره إلى نشاطٍ آخر يُلهيه عن القيام بالفعل الطقوسي الروتيني.

حتى أكون أميناً وصادقاً معك، هذه الحركات أو التغيرات نراها أيضاً في حالات مرض التوحد من الدرجة البسيطة، والتوحد معروفٌ كمرض شديد لا تتطور فيه اللغة لدى الطفل، ويكون الطفل منعزلاً وبارداً من الناحية الوجدانية، ويعامل الأحياء كالجماد، كما أنه يكون لديه بعض الروتينية أو الطقوسية المتواصلة.

لا أقول: أن ابنتك تُعاني من التوحد، ولكن هنالك بعض العلماء الآن يرون أن التوحد درجات كثيرة، أقلها مثل الذي تُعاني منه ابنتك.

أرجو مراجعة الطبيبة النفسية مرةً أخرى وتذكري لها ذلك، وكما ذكرت لك طريقة العلاج على النطاق الشخصي هي أن لا يلتفت كثيراً لما تقوله الطفلة، وأن يوجه انتباهها إلى نشاط آخر.

أما بالنسبة للتمازج والتفاعل مع الأطفال الآخرين فهو أمرٌ مهم جداً، والطفل يتعلم من الطفل، وأرجو دائماً أن تتاح لها الفرصة بالالتقاء بالأطفال الآخرين في وقت الدراسة، وفي خارج ساعات الدراسة، وأن لا تترك جالسة لوحدها، فاتركيها مع الأطفال لفترة، وبالتدريج إن شاء الله سوف تتفاعل معهم.

والله الموفق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً