الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استخدمت عدة أدوية للوساوس لكن دون فائدة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
الحقيقة أني ترددت كثيراً في كتابة هذه الاستشارة، ولكني تعلمت أن الاعتراف بالمشكلة يحل نصف المشكلة، الحقيقة أني ذهبت إلى طبيب نفسي 3 مرات أو أربع، وكان يعطيني في كل مرة دواء (Lexomil)، وكنت آخذه بإنقاص الكمية في كل مرة، وفي آخر مرة أعطاني دواء آخر معه وهو دواء (Pizofene) للشقيقة، وعندما أنهيت شرب الدواء اختفت الآلام، ولكني أحسست في نفس الوقت وكأني لا أستطيع التحكم في نفسي ولا في أفكاري، نوعاً ما أصبحت أحس الوساوس تجتاح تفكيري، وكنت مرة أتابع الدكتور إبراهيم الفقي، وكان يتحدث عن قوانين العقل الباطن، وقال: إن الإنسان إن كانت تراوده فكرة فإنها حتماً بموجب هذا القانون تقع، وقد كنت منذ صغري أعاني من فكرة تراودني، وقد اعتبرتها بعد ذلك شيئاً تافهاً، ونسيتها خاصة عندما تقربت إلى الله، وبدوت في قمة سعادتي، وأنا مع ربي ودراستي وفعل الخير والمسجد والرفقة الصالحة، وبقيت على هذا مدة طويلة، ولكن ما إن طفت هذه الفكرة مرة أخرى بمجرد سماعي لكلام الدكتور إبراهيم الفقي حتى تحولت حياتي إلى جحيم، رغم أني حاولت أن أبعد هذه الفكرة السيئة.

الحقيقة وإن كانت نفسي قد هدأت الآن؛ لأنه بدا لي أن ما أعاني منه ليس بيدي، ولكنه وسواس قهري، لست أدري إن كنت على صواب أم لا، ولكني أتساءل: ماذا أفعل إن كانت هذه الحالة مرضية؟
لكم مني كل الحب والاحترام.



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فريدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

حقيقةً الـ(Lexomil) كما ورد في رسالتك، هو دواء ينتمي إلى مجموعة البنزودايزبين، وهو بالتأكيد دواء جيد للقلق والتوتر، ويُساعد على النوم، ولكنه ربما يكون تعودياً بعض الشيء، والحمد لله أنك قد تخلصت منه.

أما الدواء الآخر، وهو (Pizofene)، فهو من الأدوية المعروفة لعلاج الشقيقة.

أما بالنسبة لمتابعتك لمحاضرات الدكتور إبراهيم الفقي، فرغم احترامي الشديد له ولأفكاره إلا أن القول بأن كل فكرة تراود الإنسان لابد أن تقع، ليس بالقول الصحيح، فهذه أمور ظنية وليست يقينية، ربما يقع بعضها، ولكن لا نستطيع أن نقول أن هذا قانون العقل الباطني، فهذا كلام ذكرته المدرسة النفسية التحليلية الذي قادها فرويد، ولكن هذا الأمر ليس صحيحاً، وكما ذكرت لك هو علم ظني وليس علم يقيني، وعليه يجب أن لا نأخذ به، وبالطبع أخذك لهذه الفكرة ولّد لديك هذه الفكرة الوسواسية، وأنت صادقة بأنها فكرة وسواسية أصبحت تتسلط عليك، والفكر الوسواسي حين يتسلط على الإنسان يجب على الإنسان أن يسعى جاهداً لأن يحقره وأن لا يعطيه قيمة مطلقاً، وأن يحاول استبدال الفكرة بفكرة مضادة، وفي هذه الحالة الأمر سهل، فما يقع في العقل الباطني أو ما هو مخزون في العقل الباطني ليس من الضروري أن يقع، وهذا أمر ظني، فلماذا أنا أعتقد مثل هذا؟ كرري مثل هذه التفكير، وسوف يساعدك إن شاء الله تعالى.

بالتأكيد الأدوية المضادة للوساوس جيدة وفعالة، بل هي مطلوبة حقيقةً في مثل حالتك، وأنصحك باستخدام الدواء الذي يُعرف باسم بروزاك، وجرعة البداية هي 20 مليجراماً كبسولة واحدة بعد الطعام يومياً لمدة شهر، ثم تُرفع الجرعة بعد ذلك إلى كبسولتين، وتستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى كبسولة واحدة لمدة شهرين آخرين، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتوقفي عن الدواء.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً