الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة النوم والكسل وعلاقتها بالاكتئاب التكاسلي

السؤال

السلام عليكم.
أنا شاب في العشرين من عمري، أعاني من كثرة النوم، وأنام ساعات طويلة للغاية، أشعر بالخمول والكسل الشديد، وعدم القدره على التركيز، راجعت الأطباء، وقالوا أنت سليم من الناحية العضوية، وراجعت الطبيب النفسي وقال: أنت تعاني من اكتئاب، ووصف لي علاجاً: (بروزاك)، واستخدمته لمدة شهرين تقريباً، ولكن لم أحس بتحسن، ومشكلتي الكبيرة هي كثرة النوم وعدم الشعور بالشبع والحيوية والنشاط ، خمول وكسل فظيع ورغبة مستمرةفي النوم، وهذا سبب لي مشكلة في حياتي العلمية، وأتعبني كثيراً، ولا أدري إن كان السبب عيناً أو لا؟

أرجوكم رجاء خاصاً من قلب مسلم يكاد يتفطر من المعاناة.

أريد علاجاً يبعد عني كثرة النوم والكسل الفظيع والغريب، ويجعلني أشعر بالحيوية والنشاط، والقدرة على التركيز.

أخوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الوحيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

كثرة النوم والخمول والكسل إذا لم يوجد سبب عضوي لها تكون الأسباب نفسية أو مرتبط بالشخصية، ومن أكبر الأسباب العضوية، هو عجز الغدة الدرقية، ولكنك تأكدت أنك سليم من الناحية العضوية، ولا شك أن الطبيب قد قام بإجراء الفحص الهرموني للغدة الدرقية.

بالنسبة للتشخيص النفسي: قطعاً الاكتئاب أو نوعاً خاصاً من الاكتئاب هو السبب الرئيسي لمثل هذه الحالة، وهذا النوع من الاكتئاب يتطلب الخطوات العلاجة الآتية:

أولاً: لابد من ممارسة الرياضة ( الرياضة بالتدرج ) هذا أمر ضروري جداً لعلاج هذا النوع من الاكتئاب.

ثانياً: لابد أن يوجه الإنسان إرادته في هذا السياق، بأن يضع برنامجاً يومياً له يشتمل على نشاط إجتماعي ورياضي، ولا يحيد عن تطبيق هذا البرنامج أبداً.

ثالثاً: الأدوية المضادة للاكتئاب تعتبر من الأدوية الفعالة جداً في هذه الحالة، و(البروزاك) هو الدواء المفضل، وجرعة (40 ملجم)؛ أي كبسولتين في اليوم تعتبر جرعة ممتاز وفعالة جداً، ولكن أيضاً الدواء يتطلب الصبر، وفترة الشهرين ليست بالفترة الطويلة لنحكم على الدواء بالفشل.

أرجو أن تستمر على نفس الجرعة، وهنالك علاج تدعيمي آخر يعرف باسم (بص بار) أرجو أن تتناوله مع (البروزاك) بجرعة (5 ملجم) صباحاً ومساء، لمدة أسبوعين ثم ترفع الجرعة إلى (10 ملجم) صباحاً ومساء، وتستمر عليها مع (البروزاك) لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

رابعا: هنالك الآن بعض الأبحاث تدل على أن هذا النوع التكاسلي من الاكتئاب يتطلب العلاج عن طريق التعرض للشمس وللضوء لمدة لا تقل عن 4 ساعات في اليوم، هذا النوع من الاكتئاب سائد في الدول الاسكندنافية ( السويد والنرويج والدنمارك وفرلندا ) لأن هناك فترة تعرض الناس للشمس قصيرة، وقد وجد أن العلاج الضوئي مفيد جداً.

فأرجو أن تكون حريصاً لأن تعرض نفسك للشمس، خاصة شمس الصباح لأطول فترة ممكنة؛ لأن هذا يساعد في تكوين وتنشيط الموصلات والناقلات العصبية التي ربما يسبب ضعفها أو قلة إفرازها الاكتئاب.

هذه خطط علاجية جيدة أرجو الالتزام بها.

أما موضوع العين فنحن نؤمن مطلقاً أن العين موجودة، ولكن حالتك حالة طبية، العين على الإنسان أن يتحوط لمنعها، وإذا وقعت يجب أن يلجأ لعلاجها، ولكننا لا نريد الناس أن تعيش تحت الأوهام؛ لأن ذلك يسبب إعاقة نفسية كبيرة.

الوقاية من العين بسيطة وسهلة جداً، وهي أن يلتزم الإنسان بعبادته، خاصة صلواته الخمس في المسجد، وعليه أن يكون مهتماً بورده القرءاني اليومي، وأن يبتعد عن المعاصي، وأن يتوب توبة مطلقة، وأن يلتزم بالأدعية والأذكار الصباحية والمسائية، والأدعية المرتبطة بمناسبة معينة، وهذا إن شاء الله يعتبر واقياً تماماً من العين.

أما العلاج من العين: فهو عن طريق الرقية الشرعية بمكوناتها المعروفة من آيات من القراءن الكريم والدعاء والذكر، ونسأل الله تعالى أن يحفظنا جميعا، وبارك الله فيك.

والله الموفق؛

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمد

    لا أعلم إذا كان هناك صلة بين هذا النوع من الخمول وعدم الزواج أي ممارسة الجنس بمعنى أن تفريغ الطاقة الجنسية قد يضيع أرق الجسم...

  • مصر احمدحسن

    بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً