الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دور الوراثة في مرض الفصام

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
تحية طيبة وبعد:
خطبت قبل 4 شهور فتاة معلمة، وأنا مرتاح معها.

وحديثا اكتشفت أن أخاها عمره 19 سنة مريض بالفصام، وهو يتعاطى الريسبيريدون، أما عن أخيها الآخر فهو يدرس الهندسة، ولكن طبيعته منعزل وغير اجتماعي، وشخصيته شبه هزلية، حاصل على معدل 95%.

أما أختها الكبرى مهندسة حاصله على معدل 90%، غير اجتماعية.

بقي أختان طبيعيتان في شخصيتهما، أما الأم فغير اجتماعية أبداً، والأب تاجر سيارات غير متواجد في البيت.

إخواني: هل مرض الفصام ممكن يظهر على أولادي في المستقبل؟
وهل تنصحونني بالاستمرار؟ خصوصاً أني كاتب عقدي معها من غير دخول.

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

لقد دار الكثير من الحديث حول الدور الذي تلعبه الوراثة في مرض الفصام، وخلاصة هذه الأبحاث تدل على أن هنالك بعض الميول الأسرية لأن يحدث مرض الفصام لدى بعض أفراد الأسر، ولكن ليس هذا عن طريق نقل أجينات الأفثية مباشرة، بمعنى أنه ليس مثل بعض الأمراض الوراثية التي تنقل بصورة مطلقة، مثل مرض الهموفيليا، وهو مرض من أمراض الدم المعروفة.

أما في حالة الفصام، فهناك مجرد بعض الميول الإرثي، ولإطلاعك على بعض المعلومات العلمية، فعلى سبيل المثال: إذا كان الأبوان يعانيان من مرض الفصام، فإن حوالى 50% من الذرية سوف تعاني من هذا المرض، أما إذا كان أحد الأبوين هو الذي يعاني من مرض الفصام فحوالي 20% سوف يعانون من هذا المرض.

أما إذا كان أحد الإخوان أو الأخوات يعاني من المرض، فالنسبة تنزل إلى 12% فقط من بقية الإخوان والأخوات الذين ربما يعانون من هذا المرض.

في حالة هذه الأخت المعلمة والتي تود الزواج بها، الحقائق العلمية تقول:

أن احتمال إصابة أبنائها بمرض الفصام هو احتمال ضعيف جداً، ولا أعتقد أنه يتعدى نسبة 5% وهذه تعتبر نسبة قليلة جداً، حيث أن الإرث في حالتها يعتبر متباعداً بعض الشيء، بالرغم مما ذكرته عن حالة والديها، وهذه الأخت لديها مهارات اجتماعية، وقد حصلت على قدر جيد من التعليم، وهذا في حد ذاته يعتبر من الأشياء التي تؤدي إلى مقاومة حدوث مرض الفصام في الأبناء.

أنا شخصياً أقر هذا الزواج بإذن الله تعالى، ونسأل الله تعالى أن يرزقكما الذرية الصالحة، وأرجو أن لا تعيش تحت الهم والقلق المستقبلي التوقعي، وأن تحاول تنشئ الذرية بصورة تربوية متوازنة؛ لأن ذلك إن شاء الله يهيئ لهم حياة نفسية سليمة.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً