الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من التأتأة وأخشى أن يصاب أولادي في المستقبل بهذه المشكلة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشاكل في التخاطب: (تأتأة) منذ الصغر.
وهذه التأتأة: ليست بسبب نقص في الذكاء أو ما شابه، فلقد قمت بعمل اختبار الذكاء وأنا صغير - تقريباً وعمرى 13 عاماً - وكانت نتائجه مذهلة؛ حتى قال لي الممتحن: أنت ذكاؤك خارق، وقد فسروا تأتأتي بأنها بسبب ذكائي فعقلي يفكر أسرع من لساني فتأتي التأتأة.

وهناك أمر آخر، وهو أن التأتأة بدأت معي منذ سن السادسة تقريباً عندما اكتشفت أن أبي وأمي لا يضرباني عندما أبكي وأتتأتأ في الكلام فصارت عادة.

معلومة لابد من ذكرها: هناك 3 في عائلة أبي يتتأتؤن فالموضوع وراثة.
الغريب في تأتأتي: أني من الممكن أن أتكلم مدة كبيرة جداً بدون تأتأه إطاقاً لو كنت هادئاً، ولكن خوفي من التأتأة أمام الناس تجعلني أتأتأ؛ فمثلاً وأنا وحيد، لو تكلمت اليوم كله لا أتأتأ، عندما أصلي أو أقرأ القرآن لا أتأتأ، وعندما أكون مع أشخاص لا يعرفون أني أتأتأ لا أتأتأ في أول ثلاث أو أربع لقاءات بيننا.

تكلمت مرة أمام دفعتي في الكلية فتأتأت أول جملة، ثم تكلمت بطلاقة باقي الكلام.

المشكلة أني أرى أني من الممكن أن أتحدث بطلاقة أوقات كثيرة، لكني أخاف دائماً من الكلام أمام الناس حتى لا أتأتأ، وأتجنب كل ما يجعلني أتكلم مع الناس، وأحاول الابتعاد عن الرحلات والوجود وسط أشخاص كثيرون.

الحمد لله أوقات كثيرة لا أتأتأ، وأسيطر على نفسي، ولكن معظم الوقت أتأتأ.

كنت أقوم بقراءة مواضيع القراءة في المدرسة في سنة من السنين وكنت أقرؤها بصوت عالٍ جداً، وكنت أتكلم بكل طلاقة.

وذهبت في صغري إلى كثير من الأخصائيين النفسيين وأطباء التخاطب ولم يغيروا الكثير، ولكن حالتي غير مستقرة؛ ففي بعض الأوقات أتكلم بطلاقة وأوقات أخرى تأتأة مريعة، وأوقات أخرى كلام مفهوم بتأتأة، بدأت أفقد الثقة في التخلص منها بعد وصولي لسن ال25، والآن وأنا على وشك الزواج أخشى أن يولد أولادي بهذه المشكلة.

فماذا أفعل لتحسين أسلوب كلامي؟ وماذا أفعل لو أصيب أحد أبنائي في المستقبل ـ لا قدر الله ـ بهذه المشكلة ؟

آسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التأتاة غير معروفة الأسباب بصفةٍ عامة، لكنها تكثر لدى الذكور، وتزداد مع القلق والتوتر، كما أنها توجد عند بعض الأسر أكثر من غيرها، ولكن هذا لا يعني الوراثة الحتمية (قانون ماندلين للوراثة) إنما فقط الميول الوراثي، ويمكنك أن تحسن من أدائك كثيراً وذلك باتباع الآتي:

1- أرجو أن لا تشعر أنك مراقب أو مرصود من الآخرين، فالتأتأة إن وجدت فهي ظاهرة اجتماعية معروفة ومقبولة.

2- عليك بممارسة تمارين الاسترخاء بصفةٍ دائمة (أرجو الحصول على أحد الأشرطة أو الكتيبات التي تشرح كيفية القيام بهذه التمارين بصورةٍ صحيحة).

3- أرجو أن تحدد الحروف التي لديك صعوبة في نطقها وتكرارها كثيراً.

4- خذ نفس (شهيق) بالبطن وليس الصدر عند بداية الكلام.

5- تجنب بقدر المستطاع التخاطب الحركي، مثل الإكثار من استعمال اليدين عند الكلام ومخاطبة الآخرين.

6- هنالك بعض الأدوية المضادة للتوتر، والتي دلت بعض الأبحاث أنها تفيد في علاج التأتأة، فيمكن أن تجربها، وأفضل دواء هو هلوبريدول (Haloperidol) بجرعةٍ صغيرة، كأن تتناوله بجرعة نصف مليجرام صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكن أن تأخذه بعد ذلك عند اللزوم، والدواء الآخر هو زيروكسات (Seroxat) وجرعته هي نصف حبة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أيضاً .

ليس من الضروري أن يولد الأولاد بهذه المشكلة، فهي ليست مرتبطة بوجود جينات وراثية مباشرة.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً