الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تقاعس في الدراسة وفقدان الهمة في ذلك.

السؤال

السلام عليكم..


لماذا لا أذهب الآن لمراجعة دروسي؟ ما الذي يمنعني من ذلك؟ ما الذي يجعلني أترك الكتاب الذي أكون بصدد مراجعته ومحاولتي لحفظ محتواه بعد مرور فقط 10دقائق؟

ما يحصل أثناء ذلك هو أن فكري يتشتت وأفقد القدرة على التركيز فأنا إما أبدأ بالتفكير بالمستقبل الواعد، أو بما أفعله أو بأشياء أخرى، أو أفقد الأمل فيما أقوم به، وأنه لن يجدي نفعاً ولن أتمكن من تحقيق مرادي أي أن أكون الأفضل كما كنت من (4س) حيث كنت من المجدات في الدراسة، ومن بين الأوائل.

لقد حاولت مراراً وتكرارا فهم ما يحصل لي لكن لا شيء ينفع (أعزم على تنظيم وقتي لكن هيهات أن أقوم بما نويته، أحاول تنظيم وقتي ما ينفع ) تعبت من نفسي، بل أحتقرها في كثير من الأوقات، حتى وإن أعطوني أسبوعا كاملاً لأهدرته، وهذا بالتجربة.

فالأسبوع الماضي كان عطلة، لكن لم أتمكن فيها من استيعاب وحفظ شيء، ولأنه يحصل لي كما وصفت في البداية، فبعد مرور أل10د تقريباً أترك الكتاب وأذهب لمشاهدة التلفاز، فأبقى أتفرج إلى أن أشعر بالنعاس أو ألهي نفسي بالتفكير أو القيام بأمر آخر إلا الدراسة، وكأني خائفة من أمر ما، هكذا يحصل يومياً بالإضافة إلى الفقسة، وتأنيب الضمير والملل والعجز والألم النفسي المرير إلى أن انتهت العطلة.

لقد حاولت أن أستعين بصديقاتي لنجتمع معاً على الدراسة لكنهن لم يردن ذلك، وأنا عالقة في همومي وكأني مجبرة على عدم الانتباه إلى دراستي، ولو كان مشكل آخر لكان أهون لأن دراستي هي ما لدي.

فلماذا أنا ملعونة في الشيء الذي يهمني أكثر، لدي والحمد لله والدي رغم مشاكلهم، وإخوة ومنزل يأويني وكتبي الخاصة بي، والإنترنت لأنني أدرس في مجال الكمبيوتر ومن المفروض أن يكون مثيراً وممتعاً.

فهل أنا أقوم بكل ما يلزم كي أرسب أو أتعذب؟ ما عدت أفهم شيئاً أو أطيق أمراً سيؤدي بنفسي إلى الهلاك أو الانتحار، أرجوكم أنجدوني قولوا لي ما بي أهو مس أم حسد؟ دلوني على الحل عن طريق موقعكم بسرعة جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأهداف الواضحة هي التي تبني الدافعية وطاقات الإنتاج والشعور بالمسئولية لدى الإنسان، ولابد لك من إيمان مطلق بأن الدراسة والحصول على الشهادة والتميز هو الوسيلة الوحيدة لإثبات الذات والتنافس مع الآخرين، وهنالك أشياء أخرى كثيرة قد لا يصل إليها الإنسان إلا بالحصول على الدرجات العلمية العالية.

مشكلتك هي الإقرار بالفشل وعدم السعي الجاد للدراسة، وربما يكون لديك بعض القلق البسيط، وهذا يولد الملل لكن ليس للدرجة التي تتركين فيها الكتاب بعد عشر دقائق، ونصيحتي لك هي:

1- بداية وانطلاقة جديدة وشعور بالمسئولية.

2- بناء روح التنافس الشريف مع الآخرين.

3- تنظيم الوقت وأخذ الراحة الكافية .

4- المحاولة مرةً أخرى للدراسة مع الزميلات.

نحن نؤمن بالعين والسحر، ولكن على الإنسان أن لا يفكر في ذلك كثيراً؛ لذلك لأن مجرد الاعتقاد المطلق على هذه الأشياء والاعتماد على الأدلة الظنية فقط يؤدي في حد ذاته إلى تعطيل وإعاقة نفسية، ولا مانع من أن يقرأ عليك أحد المشايخ، مع ضرورة التزامك الديني، والله خير حافظاً، وليس أكثر من ذلك .

أرجو أن تتناولي الدواء الذي يُعرف باسم فلونكسول (Flunaxaol)، والجرعة هي حبة (نصف مليجرام) صباح ومساء المدة شهرين.
هذا الدواء إن شاء الله يبعث على راحة البال والطمأنينة، ويحسن التركيز .

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر احلام عدي

    شكرا لكم على كل النصائح التي قدمتموها

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً