الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وظيفتي لا تناسب تخصصي

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم.
إخواني القائمين على هذا الموقع أود في البداية شكركم على هذا الموقع الجميل، وإن شاء الله يكون في ميزان حسناتكم.

أنا موظف في إحدى القطاعات الصحية الكبرى في المملكة، وأتقاضى والحمد لله راتباً ممتازاً، ولكن في الحقيقة هنا تكمن المشكلة حيث أنني غير مستفيد علمياً من هذه الوظيفة؛ لأن مجال عملي فيها بسيط جداً، وأوقات العمل الفعلية لا تتجاوز فعلياً الساعة في الأسبوع، وحيث أنني تركت وظيفتي المفضلة بسبب الراتب الكبير في الوظيفة الحالية، وأنا الآن -حقيقة- مشتت التركيز بين الاستمرار في الوظيفة الحالية أو البحث عن وظيفة أخرى مناسبة، مع العلم بصعوبة إيجاد وظيفة أخرى بحكم أنني غير سعودي.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يلهمك رشدك وينفع بك بلاده والعباد.

فإن الإنسان إذا رزق من عمل معين كان عليه أن يلزمه ويشكر ربه على ذلك، فإننا ننال المزيد بشكرنا لله، ونقيد ما عندنا من نعم بحمد الله والثناء عليه، مع ضرورة العمل بطاعته، واستخدام ما يصلك من راتب في صلة الأرحام ومساعدة المحتاجين والأيتام، مع ضرورة الحرص على تنمية المواهب والبحث عن المكان الذي يمكن أن تبدع فيه وتقدم لأمتك الجديد والمفيد.

وأرجو أن تستفيد من الفراغ الذي تجده في إعداد نفسك علمياً، ولا يخفى عليك أن المسلم ينبغي أن يهتم بما يصحح به عقيدته وعبادته، ثم ينطلق بعد ذلك في المجال الذي يجد في نفسه ميلاً إليه، ويشعر أنه يستطيع أن يقدم فيه الجديد والمفيد، وأن يقصد بذلك طاعة المجيد، ثم يحرص على نفع القريب والبعيد، وخير الناس أنفعهم للعبيد، وأكثرهم طاعة وشكراً للعزيز الحميد.

ونحن ننصحك بتقوى الله وطاعته، وبعدم التفريط في وظيفتك، إلا إذا وجدت ما هو أفضل وأنفع، واعلم بأن العلم إذا لم يربط بالوظيفة استطاع صاحبه أن يواصل في طلبه، ويؤسفنا أن يتوقف الناس عن طلب العلم بمجرد الجلوس على الكراسي، وأحسن من قال: (تعلموا العلم قبل أن تسودوا) وأجاد من قال: (وبعد أن تسودوا) وأنت ولله الحمد شابٌ وأمتك تنتظر منك الكثير، فارتفع لمستوى حسن الظن، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً