الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحث على الابتسامة مع ضرورة ضبط ذلك بالنسبة للفتاة

السؤال

لماذا يستغرب الناس من الابتسامة في وجوه الآخرين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ فاطمة أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة وبركاته، وبعد:

أسأل الله أن يفرحك ويسعدك، وأن يلهمنا جميعاً السداد والرشاد، وأن يجعل سرورنا، وفرحنا بطاعته وحسن عبادته. فإن تبسم المسلم في وجه أخيه صدقة، والإنسان لا يمكن أن يرضي الناس أو يسعهم بماله، ولكنه يستطيع أن يملك القلوب بطلاقة وجهه وحسن ترحيبه، ولا تحقري من المعروف شيئاً، ولو أن تقابلي أخواتك بوجهٍ طليق .

وتتأكد الابتسامة في حق الضيف والوالد، وكل من هو جدير بالإكرام، كما قال الشاعر العربي:
وأهش لضيفي قبل إنزال رحله فيخصب عندي والمكان جديد
ولكن المسلم منهجه التوسط والتوازن في كل شأن من شئونه، وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة وهم يضحكون فقال: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، فغطى أصحاب رسول الله وجوههم ولهم خنين صوت من البكاء)، وكان أيضاً يجلس مع أصحابه فيتذاكرون طرائف، ومواقف الجاهلية فيضحكون ويتبسم صلاة الله وسلامه عليه، فعليك أن تكوني وسط، فكلا طرفي قصد الأمور ذميم.

والضحك والابتسامة علاج للكثير من أمراض العصر، والفرح نعمة من الله، لكن كثرة الضحك تميت القلب، وكذلك العبوس مرفوض، ويجلب الكراهية.

أقول لك يا فتاة الإسلام: لا يجوز للفتاة أن تبتسم في وجه كل من يقابلها، وأرجو أن تكون ابتساماتك مع محارمك والزوج والأولاد والإخوان وعامة النساء، وإذا ابتسمت الفتاة في وجه كل من هب ودب، فلن يكون ذلك في صالحها، وسوف يحمل على غير ما تقصد ويفسر بما تكره، واعلمي أن كلام الناس لا ينتهي فهم يعيبون على المبتسم والمقطب، ولكن المطلوب هو التوسط والاعتدال والاحتكام إلى شريعة ذي الجلال والإكرام، فابتسمي وافرحي بطاعتك لله، واحزني عند تذكر جراحات المسلمين، وتوجهي لله بالدعاء، واجعلي لتذكر الموت والقبر نصيباً من وقتك يدفعك لعمل الصالحات.

أسأل الله أن يفرحنا وإياك بلقائه، وأن يجعلنا ممن يضحكون إذا حزن العصاة والمقصرون، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً