الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج بامرأة مصابة بمرض السكر .. والمخاطر المحتملة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أولاً أن أشكركم جزيل الشكر على جهودكم ورحابة صدركم، وجزاكم الله كل خير.

سؤالي إليكم ذو شقين أو بالأحرى أرجو أن يتم عليه الإجابة من الناحية الشرعية، ومن الناحية الطبية والعلمية، ووجهة نظركم الشخصية، وكلي ثقة -إن شاء الله - بكم.

أنا شاب عمري 24 سنة، وقد أعجبت بفتاة لأدبها وحشمتها ودينها، وحينما قررت أن أطلب منها الخطوبة فاجأتني بقولها بأنها مصابة بمرض السكر منذ خمس سنين، وهي أصغر مني بأربع سنين، فقلت لها أن هذا الأمر لا يهمني ولا يغير موقفي تجاهها، وأود منكم راجياً أن تبينوا لي رأي الشرع في مثل هذه الحالة، وهل هناك حادثة مماثلة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ مع العلم بأن أهلي لا يعلمون بأن الفتاة مصابة بهذا المرض وأظن أنهم سيعارضون إذا عرفوا.

وأرجو أيضاً معرفة رأي الطب الحديث في هذه المسألة، وهل هناك حرج أو خطورة من زواجي من هذه الفتاة أو على أحدنا؟ وهل هناك خطر على سلامة أولادنا إن أكرمنا الله بالأولاد؟ وهل من أمل لشفاء هذه الفتاة؟ وخصوصاً أنها قالت لي أن لديها أملا كبيراً بالشفاء خلال سنتين؟ مع العلم بأنني وبفضل الله سليم ومعافى وليس في أحد من أهلي مثل هذا المرض، أو أي مرض وراثي ولا أعرف إن كان أحد من عائلتها مصاباً بهذا المرض -السكر-، ولا أخفي عليكم بأني معجب جداً بهذه الفتاة، ولكن بنفس الوقت أفكر كثيراً بما بعد الزواج، أي: سلامة أولادي وصحتهم وقدراتهم العقلية.

وإن لم يكن هناك معارضة شرعية أو صحية وطبية فهل تنصحونني بإجراء أي نوع من الفحوصات الطبية لي ولها لمعرفة مدى الخطورة أو التوافق أو أي شيء آخر؟

صدقوني أنا في حيرة شديدة من أمري، وخصوصاً بعد أن أكدت للفتاة بأن هذا الأمر لن يثبط من عزيمتي على الارتباط بها.
أفيدوني أفادكم الله، وجزاكم كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن داء السكري نوعان، نوع شبابي يسمى نوع 1، والثاني يحصل مؤخراً عادة ما يكون بعد سن الأربعين، والنوع الأول يكون عامل الوراثة فيه أقل بكثير من النوع الثاني، فعلى ما يبدو أن الفتاة أصيبت بالسكري في سن السادسة عشرة، وهو من النوع الأول، ولم تذكر إن كان أحد من والديها مصاباً بالسكري أم لا؛ لأن هناك نوع من السكري المتأخر أي النوع الثاني الذي يحصل في سن العشرينات، ويكون عامل الوراثة فيه قويا.

وبشكل عام فإن كان هناك سكري في أحد الوالدين فإن هناك احتمال 25% في إصابة الأولاد عند الكبر، وتزداد إلى 60% عند وجود السكري عند الوالدين، وعلى كل حال فإن ما يجب أن تعرفه أن السكري مرض له علاج، وكثير من المصابين يعيشون حياة طبيعية، إلا أن إمكانية حصول مضاعفات للمرض خاصة بعد مرور أكثر من عشر سنوات على اكتشاف السكري، وطبعاً هناك إمكانية بعض المضاعفات أثناء الحمل، إلا أنه مع تطور العلم فإن الكثير من مشاكل الحمل لمصابي السكر يمكن التحكم بها مع ولادات طبيعية.

استخر الله تعالى، والشيء الجيد أنها لم تخف عليك هذا المرض، وإنما أعلمتك به.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات