الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريقة الناجحة في ترتيب الوقت وتنظيمه

السؤال

أنا فتاة في أول عمري، أريد معرفة الطريقة الناجحة في ترتيب وتنظيم وقتي اليومي؟ حتى أنجح في حياتي العملية والعلمية، وكنت قد جربت أكثر من نظام، ولكن فشلت في محاولاتي.

وشكراً لكم على تقديمكم المساعدة لي.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن هذا السؤال عنوان النبوغ والنجاح بفضل الكريم الفتاح، فاسلكي سبل الفلاح وواظبي على ذكر الله في المساء والصباح، والزمي صحبة من يحرص على الصلاة والصلاح، وتوجهي إلى الله بصدق وإلحاح، واعلمي أن تقوى الله للنجاح مفتاح، وهنيئاً لمن تريد أن ترتب وقتها وهي في بداية عمرها فإنه لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، وفيها: (وعن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه).

فنصف الأسئلة الأربعة عن العمر، وذلك لأهميته، ولأنه رأس مال الإنسان في هذه الحياة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ). وقد قال ابن القيم: "تضييع الوقت أشد من الموت؛ لأن الموت يقطعك عن الإحياء ولكن تضييع الوقت يقطعك عن الله"، وقال أيضاً: "إذا رأيت المرء يضيع أوقاته فاعلم أنه يعجل بوفاته".

ولا عجب، فإن الوقت هو الحياة، فاحمدي الله الذي فتح بصيرتك وحافظي على صلاتك وعباداتك فإنها خير معين على تنظيم الأوقات بعد معونة وتأييد رب الأرض والسماوات، وإليك هذه النصائح:

(1) أكثري من اللجوء إلى الله فإن الفلاح بيده.
(2) أدي الصلوات في أوقاتها وحافظي على ورد ثابت من التلاوة والذكر.
(3) نظمي جدول المذاكرة وفق أوقات العبادة لتنتفعي من صفاء السجود وبركة البكور وهدوء الأصيل.
(4) أعطي نفسك حظها من الراحة والنوم، وواظبي على قيلولة ولو كانت قليلة.
(5) اجتهدي في بر والديك واطلبي دعائهما.
(6) صادقي الصالحات المجتهدات في دراستهن وحياتهن.
(7) لا تكلفي نفسك ما لا تطيقي، فإن هذا يعتبر من أسباب الفشل (فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهراً أبقى).
وهذا تصوير بديع لحال من يبدأ السباق بسرعة فائقة، فإن دابته تهلك في منتصف الطريق ويخسر السباق، ولكن المتسابق الناجح يبدأ بسرعة معتدلة ويواصل بها فيحقق الفوز وهو مستريح، وكذلك دابته، ومن هنا كان التوجيه النبوي الشديد حتى لمن يتقرب لله المجيد: (أن يكلف من العمل ما يطيق) وذلك خوفاً من حصول الملل.
(8) قسمي وقتك إلى أجزاء، ولا تحرمي نفسك من لهو بريء مع إخوانك الصغار أو جلوس مع والدتك أو زيارة لرحمك.
(9) حاولي تغيير المكان وهيئة الجلوس أحياناً.
(10) اجعلي في برنامجك بعض المرونة فإذا شعرت بالملل فتوقفي قليلاً وبدّلي النشاط وأكثري من الاستغفار فإن الذنوب تحرم صاحبها من الراحة والسعادة.
(11) اجعلي وقتاً يسيراً لبعض البرامج الحرة وسميها استراحة أو برامج حرة لتعالجي فيها ما قد يحدث من الخلل.
(12) لا تخزني إذا لم تكن نسبة النجاح مائة بالمائة، وتذكري أن للمسلم درجات.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن محمد حسين أحمد سعد الشارخي

    هذا الكلام حل تامشكلة والسلام ختام

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً