الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجنب الفتاة مصافحة الرجال الأجانب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة ولدت وعشت في بلاد الغرب، وأنا متدينة ومتمسكة جداً بديني، حيث إنني أرتدي الحجاب والعباءة الساترة في الجامعة، وأتبع تعاليم ديني والحمد لله.

مشكلتي هي أنه إذا جاء رجل ألماني ومد يده إلي ليسلم علي، وهذه (عادة عند الألمان) استحي أن أقول له: لا! إنه لا يجوز عندنا، وهي تكون غالباً عندما لا يسمح الوقت لي بالشرح لماذا لا يجوز؟ أو الموقف يكون غير مناسب.

وأنا أشعر بعدها بالندم والحزن الشديد لأني فعلت حراماً، وعندما أجرؤ على عدم التسليم يحس هو نوعاً ما بالإهانة أو كأنه انفضح، وأنا لا أريد أن أفعل شيئاً يغضب الله، لأنني أحبه كثيراً، وأنا لا أدري ماذا أفعل؟ هل تستطيعون مساعدتي؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ش ز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يلهمك الرشاد والسداد، أن ينفع بك بلاده والعباد وأن يرزقنا وإياك الثبات حتى الممات.

فحق لنا أن نفرح ونفخر بفتيات يقبضن على دينهن كالقابض على الجمر، واحمدي الله الذي حفظ لك دينك وحجابك وثبتك وهداك، واجعلي شكرك لله بمزيد من الالتزام والعمل بما يرضي الله، قال تعالى: (( اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا ))[سبأ:13].

وإذا التزمت المسلمة بحجابها وبدينها فإنها ستُعرف بذلك وتحترم لأجل ذلك، وكثيراً ما يعتذر الناس عن السلام والاقتراب لأجل الزكام، فكيف نقبل عذر المريض ولا نقبل اعتذار صاحب المنهج والدين الذي ينبغي أن يطيع رب العالمين.

ولا أظن أن هناك مانع من أن تقول الفتاة قبل وصول الرجال إليها (أنا لا أصافح الرجال) مع الحرص على حسن الترحيب والاهتمام والسؤال عن أحوالهم، وإظهار المشاعر الطيبة تجاههم بقصد تأليف قلوبهم ودعوتهم إلى الله.

وأرجو أن يعلم الدعاة إلى الله والداعيات أن التنازلات التي نقدمها تجلب لنا احتقار القوم الذين يعجبهم أن يكون للإنسان رأي وشخصية، ولذلك فهم لا يقيمون وزناً لمن يشرب خمورهم ويأكل خنازيرهم ويخوض معهم، لكنهم يقدرون من يحترم ثوابته وعقيدته ويظهر دينه وعبادته، والقصص التي على هذا كثيرة.

وإذا طلب الإنسان رضى الناس بما يسخط الله سخط عليه وأسخط عليه الناس، ولكن إذا كان قصده رضوان الله فإن الله يرضى عنه ويرضي عنه أهل الأرض، قال تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ))[مريم:96].

ولا شك أن للمصافحة آثار خطيرة على الطرفين، وكم من مصافح عبث بيد الفتاة، وكمن فتاة تأثرت بملامستها للرجال، وهذا جزء من اعتراف بعض الفتيات وبعض الرجال.

وقد أسعدني هذا السؤال الذي يدل على ما عندك من الخير، ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وتوفيقاً.

والله ولي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً