الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فشل العلاقات العاطفية والحب الحقيقي يكون بعد الزواج

السؤال

أنا شابٌ تعرفت على فتاة تدرس في الجامعة سنة أولى، وأحببتها وأحبتني، لكن عند التقدم لها حال الأهل بيني وبينها، ولم يتم عقد القران، لكني أحبها إلى الآن، فماذا أفعل؟ أمي لا تريدني أن أتزوج من فتاةٍ في سنتها الأولى في الجامعة، ووالد الفتاة لا يريد أن تتوقف ابنته عن التعلم بسبب الظروف المادية، لكني أحب الفتاة إلى الآن، فماذا أفعل؟ هل الحب خرافة أم أن النصيب ليس هنا؟ وماذا أفعل برأيكم؟ لأنني متعب جداً من حبي لها، هل أحاول النسيان؟ لكن لا أستطيع! حاولت البحث عن أخرى لكن نفسي لا ترغب في غيرها، فماذا أفعل؟
أريد أن أكمل ديني، وأريد أن أنسى تلك الفتاة وتنساني فماذا أفعل؟ وهل أسلوب التعارف أسلوب جيد وحضاري أم أنه أسلوب تافه غربي؟ وهل كل من يحب ويتزوج يهنأ بمعيشته أم أن قصص الحب أغلبها باءت بالفشل؟ وما النصيحة برأيكم؟
إني أحب الآن أكثر من فتاة وكلهن من الصالحات المؤمنات، هل أتركهم وأختار إحداهن أم أترك قصص الحب كلها وأترك أمري وكذلك النصيب لله؟ وأين هذا النصيب أهو قريبٌ أم بعيد؟ لأني لا أتحمل الانتظار والبقاء أعزباً في سنٍ مثل هذا، أرجو والنصيحة والمساعدة.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Alaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.

فلا شك أن أسلوب التعارف مع الجنس الآخر أثبت فشله وتفاهته حتى بالمقاييس الغربية، وكان سبباً لفشل كثير من الزيجات التي قامت بعد تعارف وعلاقات، أما نحن معشر المسلمين فنرفض هذا الأسلوب جملة وتفصيلاً، ونرى أن الحب الحقيقي هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي والرؤية الشرعية في حضور المحارم وعلمهم وتحت سمع الناس وبصرهم، وبذلك يصبح الفرق واضحاً بين الحلال والحرام، وتكون تلك العلاقات في إطار المسئولية والضوابط الشرعية والعادات المرعية.

ولا يخفى عليك أنك لن تتزوج بكل الصالحات، وسوف تدفع ثمن تلك المخالفات، فاتق الله في أعراض المسلمات، ونحن ننصحك بأن تطلب والدتك أو شقيقاتك أو عماتك أن يشاركنك في الاختيار، فإذا وجدت لك صالحة فاطلب يدها من أهلها وانظر إليها في حضور أهلها، واطلب منهم أن يسألوا عنك واسأل عن أحوالهم ودينهم، وصلّ صلاة الاستخارة وشاور من حضرك من أهل الخبرة والدراية فإذا عزمت فتوكل على الله وأساله التوفيق والهداية.

ولا مانع كذلك من أن تطلب من إحدى محارمك أن تساعدك على الوصول إلى من عرفت الصالحات، فإذا كان الارتباط ممكناً فاذهب بأهلك لزيارتهم فإن حصل التوافق وتم التفاهم، فخير البر عاجله، واحرص على أن تكون مراسيم الزواج شرعية، وغض بصرك عن النساء وأشغل نفسك بالمفيد، واعلم أن الله لا تخفى عليه خافية، وسبحان من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

فاتق الله في نفسك وتقرب إلى الله بطاعة والديك واعمل الخير وانوِ الخير.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً